قمر الدم يزين السماء الأحد المقبل.. خسوف كلي نادر يُرصد في آسيا وأجزاء من أفريقيا وأوروبا

يترقب محبو علم الفلك حول العالم، مساء الأحد المقبل، ظاهرة نادرة ومثيرة تُعرف باسم “قمر الدم”، والتي تحدث أثناء خسوف كلي للقمر، سيُرصد بشكل رئيسي في آسيا، مع فرص مشاهدة جزئية في أوروبا وأفريقيا.
ظاهرة فلكية نادرة تلوّن القمر بالأحمر
يحدث “قمر الدم” عندما تدخل الأرض بين الشمس والقمر وتلقي بظلها على سطح القمر، ما يؤدي إلى خسوف كلي. وأثناء هذا الخسوف، يتحول لون القمر من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر النحاسي أو القرمزي، في مشهد مهيب يلفت أنظار مراقبي السماء.
تُعرف هذه الظاهرة علميًا بأنها جزء من خسوف القمر الكلي، حيث تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة تمامًا، ويكون القمر في طور البدر الكامل.
أفضل أماكن الرصد في آسيا وأجزاء من أفريقيا وأستراليا
ووفقًا لما أعلنته هيئات فلكية دولية، فإن أفضل المناطق لرؤية “قمر الدم” بوضوح ستكون في الهند، الصين، دول جنوب شرق آسيا، وأجزاء من شرق أفريقيا، إضافة إلى غرب أستراليا، حيث سيتمكن السكان من مشاهدة الظاهرة بأكملها من بدايتها حتى نهايتها.
أما في أوروبا، فستكون الرؤية جزئية ومحدودة، حيث لن يُرصد الخسوف الكامل إلا لفترة قصيرة مع طلوع القمر في وقت مبكر من المساء، قبل أن يغرب أو يحجب عن الأنظار في بعض المناطق.
لماذا يتحول لون القمر إلى الأحمر؟
خلال الخسوف الكلي، يمر القمر عبر ظل الأرض، ما يحجب عنه ضوء الشمس المباشر. لكن بدلاً من أن يختفي القمر تمامًا، فإن بعض أشعة الشمس تنكسر وتتشتت أثناء مرورها عبر الغلاف الجوي للأرض، مما يسمح بوصول الضوء الأحمر فقط إلى سطح القمر.
وأوضح الدكتور رايان ميليغان، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة بلفاست، أن “أشعة الشمس الوحيدة التي تصل إلى القمر خلال الخسوف هي تلك التي تعبر الغلاف الجوي للأرض، فتنكسر وتتشتت، مما يُكسب القمر ذلك اللون الأحمر الداكن المميز.”
وأضاف: “السبب في ظهور اللون الأحمر هو أن الأطوال الموجية القصيرة من الضوء (مثل الأزرق) تتشتت بسهولة في الغلاف الجوي، بينما تمر الأطوال الموجية الطويلة (كاللون الأحمر) وتصل إلى القمر.”
حدث فلكي مثير لا يتكرر كثيرًا
ظاهرة قمر الدم ليست متكررة، وتحدث فقط عند توافق مجموعة من الشروط الفلكية، منها وجود قمر بدر وخسوف كلي، إضافة إلى ظروف جوية معينة تسمح بالرؤية الجيدة. لذلك يُعد هذا الحدث فرصة مميزة لهواة التصوير الفلكي ومحبي الظواهر الطبيعية حول العالم.
نصائح لمشاهدة الظاهرة بوضوح
ينصح الخبراء بمراقبة السماء من أماكن مفتوحة وخالية من التلوث الضوئي، مع تجهيز المناظير أو الكاميرات الفلكية لمن يرغب في توثيق الظاهرة. كما يُفضل متابعة التوقيت المحلي للظاهرة في كل منطقة، نظرًا لاختلاف مواعيد بداية ونهاية الخسوف حسب الموقع الجغرافي.