علوم وتكنولوجيا

الصين تستهدف المواهب الهندية والعالمية بتأشيرة K في مواجهة تشدد ترامب

في ظل التنافس الاستراتيجي المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، يشهد سوق المواهب العلمية والتقنية تحولاً كبيراً. بينما تشدد إدارة ترامب قيود الهجرة عبر تأشيرات H-1B وتقييد فرص الحصول على الإقامة الدائمة، تتجه الصين نحو سياسة جذب الكفاءات الشابة، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، عبر إطلاق تأشيرة K الجديدة. هذه الخطوة تمثل انعطافاً تاريخياً في سياسة بكين التي عُرفت بالانغلاق والرفض الطويل للأجانب، وقد تؤثر على مستقبل القوة التكنولوجية الأمريكية لعقود قادمة.

تشدد الولايات المتحدة: حرب على المواهب الأجنبية

في سبتمبر 2025، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تعليمات تقيد مقابلات التأشيرات غير المهاجرة (NIV) للمقيمين خارج بلدهم، ما يزيد صعوبة الحصول على تأشيرة H-1B. كما أُقترحت آلية اختيار تعتمد على الأجور المرتفعة، بحيث تزداد فرص المتقدمين الأعلى أجراً، ما يحدّ من قدرة الشركات الأمريكية على توظيف المواهب الأجنبية. إلى جانب ذلك، يُتوقع أن تصبح إجراءات الحصول على البطاقة الخضراء أكثر صعوبة.

الصين: فتح الأبواب أمام الكفاءات الشابة

في مقابل التشدد الأمريكي، أعلنت الصين عن إضافة تأشيرة K لفئة الشباب من العاملين في العلوم والتكنولوجيا، تدخل حيز التنفيذ في 1 أكتوبر 2025. وتتيح التأشيرة مرونة أكبر في عدد مرات الدخول ومدة الإقامة، دون الحاجة إلى دعوة من جهة صينية، كما تسمح لحامليها بالمشاركة في الأنشطة العلمية، الثقافية، التعليمية وريادة الأعمال.

تحول تاريخي في سياسة الهجرة الصينية

حتى عام 2020، كانت الصين تمنح نحو 10 آلاف تصريح إقامة دائمة سنوياً مقارنة بالملايين في الولايات المتحدة، بينما سيؤدي برنامج K الجديد إلى تركيز متزايد على جذب الكفاءات التقنية العالمية، بما يشمل الهند واليابان وكوريا الجنوبية، بدل الاقتصار على الصينيين المغتربين أو لم شمل العائلات.

الأثر المحتمل على سوق التكنولوجيا العالمي

مع تشديد واشنطن قواعد H-1B، من المرجح أن تتجه المواهب الشابة نحو بكين. يقول خبراء، مثل البروفيسور ليو هونغ من جامعة نانيانغ في سنغافورة، إن قيود ترامب قد تدفع الشباب المتميز إلى البحث عن فرص في الصين، مما يهدد الريادة التكنولوجية الأمريكية على المدى الطويل.

النمو في الرحلات الدولية إلى الصين

تشير بيانات الإدارة الوطنية للهجرة الصينية إلى زيادة عدد الرحلات الأجنبية بنسبة 30.2% خلال النصف الأول من 2025، وارتفاع دخول غير المتطلبات التأشيرية بنسبة 53.9%، ما يعكس نجاح سياسات الانفتاح الأخيرة.

العوائق أمام الانجذاب الفوري

مع ذلك، لن يكون هناك تحول فوري لمواهب العالم من الولايات المتحدة إلى الصين. التاريخ الطويل للانغلاق، وقضايا الحريات الشخصية وحرية التعبير، قد تلعب دوراً في تفضيل بعض الكفاءات للبقاء في بيئات أكثر انفتاحاً وديمقراطية.

الصين والولايات المتحدة: نموذجان متباينان

السياسة الجديدة في الصين تضع البلاد على خط مواجه مباشر مع السياسات الأمريكية المتشددة. من جهة، تحاول واشنطن حماية سوق العمل المحلي وتقليل الاعتماد على القوى الأجنبية، ومن جهة أخرى، تنتهز بكين فرصة جذب الكفاءات في المجالات التكنولوجية والابتكارية، ما قد يعزز تحولها إلى قوة تكنولوجية عالمية منافسة.

اقرا ايضا

أوكرانيا ترفع وتيرة إنتاج المركبات المدرعة لتعزيز جبهات القتال 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى