أعلن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أن إدارته توصلت إلى اتفاق مع الصين يضمن استمرار عمل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، لكنه لم يكشف عن تفاصيل دقيقة حول شكل الاتفاق النهائي. التصريحات جاءت عقب مفاوضات جرت في مدريد بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فِنج.

الاتفاق المبدئي يقضي بنقل أصول “تيك توك” في الولايات المتحدة إلى ملاك أمريكيين جدد بدلاً من الشركة الأم الصينية “بايت دانس”، في محاولة لمعالجة المخاوف الأمنية الأمريكية بشأن تبعية المنصة لبكين.

الخوارزمية.. قلب المعركة

رغم الإعلان عن الاتفاق، بقيت المسألة الأكثر تعقيدًا دون حسم: الخوارزمية التي تعد سر نجاح التطبيق حول العالم. مسؤول صيني بارز أكد في مؤتمر صحفي بمدريد أن “إطار الاتفاق” يتضمن ترخيص الخوارزمية وحقوق الملكية الفكرية الأخرى، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت النسخة الأمريكية من “تيك توك” ستظل مرتبطة بالخوارزمية الصينية.

محامو “بايت دانس” أشاروا في جلسات سابقة أمام المحكمة العليا الأمريكية إلى صعوبة بيع المنصة بالكامل لشركة أمريكية بسبب القيود الصينية على تصدير التكنولوجيا، خاصة الخوارزميات.

تحذيرات أمريكية متجددة

لطالما حذر مسؤولون أمريكيون من أن الخوارزمية تمنح بكين قدرة غير مباشرة على التأثير فيما يشاهده المستخدمون الأمريكيون، بشكل قد يصعب رصده أو التصدي له. ورغم ذلك، أكدت “تيك توك” مرارًا أن واشنطن لم تقدم أي دليل على تدخل الصين في المحتوى الموجه لمستخدمي التطبيق داخل الولايات المتحدة.

لجنة الكونغرس المختصة بالعلاقات مع الصين شددت على أن أي صفقة لا تخرج “تيك توك” بشكل كامل من الملكية الصينية ستظل غير متوافقة مع القانون الأمريكي، مؤكدة: “لا يمكن أن تكون هناك خوارزمية مشتركة مع بايت دانس”.

تأجيل جديد للحظر

ترامب أعلن أيضًا تمديد تعليق قرار حظر “تيك توك” في الولايات المتحدة حتى 16 ديسمبر المقبل، وهو التأجيل الرابع منذ صدور قانون عام 2024 في عهد الرئيس السابق جو بايدن، الذي كان يهدف إلى إجبار “تيك توك” على الانفصال عن مالكها الصيني أو مواجهة الحظر الكامل.

التمديدات المتتالية تعكس حرجًا سياسيًا للرئيس الأمريكي، إذ يعتمد ترامب بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي في حملاته، وقد صرح أكثر من مرة أنه “لا يرغب في خسارة قيمة ضخمة كهذه بإغلاق المنصة”.

بين الأمن والاقتصاد

القضية باتت في قلب جدل واسع بين المخاوف الأمنية والاعتبارات الاقتصادية. بينما ترى واشنطن أن ارتباط التطبيق بمالكه الصيني يمثل تهديدًا للأمن القومي بسبب إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين، تؤكد بكين أن الصفقة الجارية ستحافظ على سيطرتها الجزئية عبر الخوارزمية، ما يثير تساؤلات حول استقلالية النسخة الأمريكية المنتظرة.

في الوقت نفسه، يرى خبراء أن إعلان ترامب عن وجود “شركات أمريكية كبرى مهتمة بالشراء” قد يكون خطوة لطمأنة الرأي العام والكونغرس، رغم أن الاتفاق لا يزال في إطاره المبدئي ولم يُكشف عن تفاصيله النهائية بعد.

اقرأ أيضاً:

استقرار سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 17 سبتمبر في البنوك المحلية