مصر تودع كأس العالم للشباب

شهدت بطولة كأس العالم للشباب واحدة من أكثر اللحظات درامية في تاريخها الحديث، بعدما ودع منتخب مصر المنافسات بطريقة قاسية، إثر تطبيق قاعدة اللعب النظيف التي حسمت الترتيب النهائي للمجموعة بعد التساوي الكامل في النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة والمستقبلة.
تفاصيل الترتيب
وفقًا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يتم اللجوء إلى قاعدة اللعب النظيف في حال تساوي المنتخبات بجميع المؤشرات الفنية. وتعتمد هذه القاعدة على خصم نقاط انضباطية من كل منتخب حسب البطاقات الملونة، حيث يُخصم -1 نقطة عن البطاقة الصفراء، و-3 نقاط عن الحمراء غير المباشرة، و-4 للحمراء المباشرة، بينما الإنذار ثم الطرد المباشر يعادل -5 نقاط.
منتخب مصر جاء في موقف صعب بعدما جمع لاعبوه وجهازه الفني 7 بطاقات إنذار: 5 بطاقات حصل عليها اللاعبون داخل الملعب، بالإضافة إلى بطاقة للمدير الإداري حمادة أنور وأخرى للمدرب علاء عبده. في المقابل، حصل منتخب تشيلي على 5 بطاقات فقط، وهو ما منحه الأفضلية للتأهل على حساب مصر.
إقصاء المنتخب المصري بهذه الطريقة أثار حالة من الحزن بين الجماهير، حيث عبر الكثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من ضياع مجهود اللاعبين بسبب ما وصفوه بـ”تفاصيل صغيرة” كان يمكن تجنبها. واعتبر البعض أن بطاقتي الجهاز الإداري والفني بمثابة خطأ غير مبرر، لأنه ساهم بشكل مباشر في إقصاء الفريق.
الإعلام الرياضي سلط الضوء على أهمية هذه القاعدة، مؤكدًا أن المنتخبات الكبرى لا تستهين بها، بل تضعها ضمن حساباتها منذ بداية البطولات. بعض النقاد أشاروا إلى أن ما حدث يعد “جرس إنذار” لاتحاد الكرة المصري بضرورة التركيز على إعداد اللاعبين من الناحية النفسية والسلوكية، بجانب التدريب الفني والبدني. وأكدوا أن كرة القدم الحديثة لا تُحسم فقط بالخطط أو الأهداف، بل بالانضباط والهدوء داخل الملعب وخارجه.
رغم مرارة الخروج، إلا أن التجربة قد تحمل فائدة مهمة للكرة المصرية، فهي تفتح الباب لمراجعة منظومة إعداد اللاعبين الشباب، وتعزيز ثقافة الانضباط والتحكم في الأعصاب، سواء بالنسبة للاعبين أو الجهاز الفني. فالالتزام السلوكي بات عنصرًا لا يقل أهمية عن المهارة، وربما يكون هو الفارق بين التأهل والخروج في بطولات كبرى.
وفي النهاية، خرج منتخب مصر من البطولة بطريقة درامية، لكنه ترك خلفه درسًا كبيرًا: أن الفوز لا يتعلق فقط بما تسجله من أهداف، بل بما تتحلى به من هدوء وانضباط في أصعب اللحظات.