سجّل سوق الذهب في مصر اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار مختلف الأعيرة، مدفوعًا بصعود تاريخي لسعر الأونصة عالميًا، وسط تقلبات واضحة في الأسواق المالية العالمية والمحلية. يأتي هذا التغير في ظل ترقّب المستثمرين للتطورات الاقتصادية والسياسية، ما ينعكس مباشرة على أداء المعدن الأصفر.

الأسعار المحلية: صعود جديد يعكس حالة عدم الاستقرار

وفقًا لآخر التحديثات، شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي المصري ارتفاعًا جديدًا، حيث سجّل:

عيار 21 الأكثر تداولًا: 5257 جنيهًا للجرام

عيار 18: 4506 جنيهات للجرام

سعر الجنيه الذهب: 42056 جنيهًا

يمثّل هذا الارتفاع استكمالًا لمسار صعودي بدأ منذ أسابيع، مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية وتقلّبات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، إضافة إلى زيادة الطلب الداخلي على الذهب كملاذ آمن للتحوّط من التضخم.

السوق العالمي: الأونصة تقفز لأعلى مستوى تاريخي

على الصعيد العالمي، سجّل سعر أونصة الذهب قفزة قوية خلال تداولات اليوم، ليبلغ 3949 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 1.4% خلال اليوم الواحد.

وكانت الأونصة قد افتتحت التداولات عند مستوى 3891 دولارًا، ثم ارتفعت تدريجيًا لتصل حاليًا إلى 3942 دولارًا، مدفوعة بضعف الدولار الأمريكي، وتزايد توقعات التيسير النقدي من قبل الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى الطلب المتزايد من البنوك المركزية والمستثمرين الكبار.

عوامل مؤثرة في السوق: البورصات العالمية والتوترات الجيوسياسية

يعزو خبراء السوق هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى عدة عوامل، من أبرزها:

التوترات الجيوسياسية المستمرة، خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، والتي دفعت المستثمرين للجوء إلى الذهب كأداة للتحوّط.

الضبابية الاقتصادية العالمية، لا سيما ما يتعلق بمعدلات الفائدة الأمريكية، والتوقعات المتزايدة بتخفيضها خلال الشهور المقبلة.

ارتفاع الطلب المؤسسي، حيث تواصل البنوك المركزية في بعض الدول شراء الذهب لتعزيز احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار.

الذهب كملاذ آمن: ثقة متجددة من المستثمرين

يُنظر تقليديًا إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ومع استمرار التضخم العالمي والمخاوف من تباطؤ النمو، تتجدّد ثقة المستثمرين في المعدن النفيس، ما يدفع أسعاره إلى مزيد من الارتفاع.

وفي ظل الظروف الراهنة، يبدو أن الاتجاه الصاعد سيستمر على المدى القصير، خاصة إذا استمر الضغط على العملات الرئيسية، واستمرت الاضطرابات الجيوسياسية دون حلول جذرية.

توقعات الفترة القادمة: ترقب وتحذير من التقلبات

رغم الأرقام القياسية التي بلغها الذهب، يحذّر محللون من موجات تصحيح محتملة قد تحدث في حال ظهور مؤشرات اقتصادية مفاجئة أو قرارات مفاجئة من البنوك المركزية الكبرى.

لذا، ينصح الخبراء المستثمرين الأفراد بالتريث، وعدم اتخاذ قرارات استثمارية متسرعة، خاصة في ظل هذا التذبذب الحاد في الأسعار.

اقرأ أيضاً:

عاجل:مكالمة بين الرئيس الأميركي ونظيره البرازيلي بشأن الرسوم الجمركية