الوكالات

بريطانيا: كيف يمكنها تجاوز تهديدات ترامب واستغلال الفرص العالمية

كيير ستارمر يمكنه المساعدة في إعادة تعريف التجارة العالمية وتعزيز التحالفات الجديدة والقديمة

في عام 2025، أظهر الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب سياسات اقتصادية تدميرية تتضمن فرض رسوم جمركية مرتفعة على دول أخرى، معتبراً أن ذلك يصحح “الظلم التجاري”. ومع ذلك، لا يجب على بريطانيا الخضوع لهذا الضغط. فحقيقة أن الولايات المتحدة لا تعاني من “أزمة وطنية” تبرز أهمية رفض هذه السياسات التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.

العجز التجاري الأمريكي: الحقيقة وراء الأرقام


الولايات المتحدة لا تعاني من أزمة اقتصادية كما يدعي ترامب. على العكس، الاقتصاد الأمريكي لا يزال يمثل 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي منذ عام 1980. العجز التجاري ليس إلا معادلة محاسبية، حيث تستورد الولايات المتحدة سلعًا من شركات أمريكية متعددة الجنسيات تُدفع بالدولار، مما يجعل العجز ظاهرة غير حقيقية.

 استفادة العالم من النظام التجاري الأمريكي السابق


لقد استفاد العالم من النظام التجاري المفتوح الذي أنشأته الولايات المتحدة، والذي يروج للنمو الاقتصادي عبر التجارة الحرة وتداول السلع والخدمات بالدولار. لكن سياسات ترامب الاقتصادية تهدد بتدمير هذا النظام، حيث يعتبر التجارة “فوزًا لطرف على آخر”، مما يعرض استقرار الأسواق العالمية للخطر.

ما هي البدائل التي يجب أن تسعى بريطانيا لتحقيقها؟


لا ينبغي لبريطانيا قبول التنازلات الضارة في مجالات معايير واردات الطعام أو تنظيم المنصات الرقمية تحت ضغط ترامب. من الأفضل أن تسعى المملكة المتحدة إلى إقامة صفقات تجارية عادلة ومتوازنة تحفظ مصالحها الوطنية.

كيف يمكن لبريطانيا تشكيل تحالفات جديدة مع كندا وأوروبا؟


على بريطانيا أن تتعاون مع مجموعة السبع (باستثناء الولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي لإنشاء نظام تجاري عالمي قائم على القواعد. من الممكن أن يكون مارك كارني، إذا تم تأكيده كرئيس للوزراء في كندا، لاعبًا رئيسيًا في تشكيل هذا التحالف. يمكن لبريطانيا أن تلعب دورًا مهمًا في تقوية هذه العلاقات وتحقيق صفقات تجارية منصفة.

 خطة طموحة لتوسيع الشراكات التجارية العالمية


بريطانيا يجب أن تسعى لتوسيع شراكتها مع كندا ودول الاتحاد الأوروبي لتشمل دول الكومنولث وأعضاء من أفريقيا وآسيا. الهدف هو تعزيز التجارة الحرة وتوحيد السياسات التجارية، بما في ذلك فرض عقوبات متبادلة على بعض صادرات الخدمات الأمريكية، مع التصدي للمنصات الرقمية الاحتكارية.وفقًا لتقرير الجارديان

 تعزيز الدفاع الأوروبي ودعم أوكرانيا


في ظل هذه التغيرات الاقتصادية، يجب على بريطانيا أن تعزز من قدرتها الدفاعية عبر رفع الإنفاق الدفاعي والتوسع في استثماراتها العامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على بريطانيا الاستمرار في دعم أوكرانيا والعمل على تعزيز الجهود الأوروبية المشتركة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.

 التوجه العالمي: بريطانيا أمام خيارين حاسمين


أمريكا تحت قيادة ترامب فقدت ثقة العالم، وبريطانيا الآن أمام خيارين: إما الاستمرار في دعم السياسات الأمريكية غير العادلة، أو الانطلاق نحو بناء تحالفات تجارية جديدة تعمل لصالح المملكة المتحدة والعالم. هذا القرار سيحدد مستقبل بريطانيا في النظام التجاري العالمي.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى