الجيش الأمريكي يُسرّع تطوير أنظمة القيادة والتحكم من الجيل التالي
"الجيش الأمريكي يسرع تطوير أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة لتحسين فعالية العمليات العسكرية"

يُكثّف الجيش الأمريكي جهوده لإصلاح أنظمة القيادة والتحكم (C2) لديه، بهدف تعزيز سرعة وكفاءة العمليات. وقد سلّط اللواء باتريك إليس، الذي يقود حاليًا عملية تحديث أنظمة القيادة والتحكم في الجيش، الضوء على التحديات التي يواجهها الجنود مع الأساليب القديمة، مثل كتابة البيانات المهمة على الورق أو الملاحظات اللاصقة. وأوضح إليس أن هذه الثغرات تُعيق سرعة اتخاذ القرارات، وهو أمر بالغ الأهمية في ساحة المعركة الحديثة.
الديون التقنية والدفع نحو التغيير
على مدى العشرين عامًا الماضية، تم تجميع أنظمة القيادة والتحكم في الجيش، مما أدى إلى هيكلية مجزأة تضم 17 برنامجًا منفصلًا. وقد أشار أليكس ميلر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الجيش، إلى هذا الأمر باسم “الديون التقنية”، التي أصبحت عائقًا أمام التكيف. يعمل الجيش الآن على تبسيط هذه الأنظمة واعتماد حلول تجارية أكثر مرونة للحفاظ على قدرته التنافسية في ظل التطور التكنولوجي السريع.
انطلاق مبادرة الجيل التالي من القيادة والتحكم
إدراكًا لأهمية القيادة والتحكم لتحقيق النجاح المستقبلي، أطلق رئيس أركان الجيش، الجنرال راندي جورج، برنامج الجيل التالي من القيادة والتحكم (NGC2). ويهدف هذا الإصلاح الشامل، باعتباره إحدى أهم أولويات الجيش، إلى إنشاء نظام أكثر تكاملاً واستجابةً، قادر على دعم العمليات القتالية الحديثة. وأكد الجنرال جيمس ريني، من قيادة مستقبل الجيش، أنه بدون قيادة وسيطرة فعالتين، تصبح جميع الوظائف العسكرية الأخرى غير ذات صلة.
مشروع التقارب والتجارب الأولية
قبل عام، بدأ الجيش اختبار نظام NGC2 خلال مناورة مشروع التقارب في قاعدة فورت إروين، كاليفورنيا. وقد أظهر الجنود وشركاء الصناعة، بما في ذلك جوجل وبالانتير، إثباتًا للمفهوم مكّن القادة من استخدام أجهزة بسيطة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية للاتصالات والاستطلاع وتنفيذ المهام. أتاحت هذه التقنيات للوحدات العمل بكفاءة أكبر، مع تقليل البصمات الكهرومغناطيسية وتقليص مساحة مراكز العمليات التكتيكية.

تطوير نظام NGC2 من خلال الاختبارات والتغذية الراجعة
بعد النجاح الذي حققه مشروع Convergence، وسع الجيش اختباراته، حيث أدرج أنظمة عسكرية حقيقية وأجهزة راديو وأقمارًا صناعية في تمرين NetModX في سبتمبر. كانت النتائج واعدة، حيث قدم الجنود تغذية راجعة قيّمة حول سهولة استخدام النظام. شارك اللواء إليس تجربة التفاعل مع الجنود باستخدام نظام NGC2، حيث تمكنوا من الوصول بسلاسة إلى بيانات الاستخبارات والصيانة، مما عزز عملية اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي.
تسريع قدرات القيادة والسيطرة
من اللافت للنظر أن الجيش اختصر عملية التطوير التي كانت تستغرق عادةً من خمس إلى سبع سنوات إلى عام واحد فقط. ويُعتبر الانتقال من المفهوم إلى التحقق من القدرات إنجازًا استثنائيًا، حيث توجد أنظمة جاهزة بالفعل يمكن نشرها في سيناريوهات قتالية اليوم.
اعتماد منهجية الاستحواذ الرشيقة والتعاون مع القطاع الصناعي
يعتمد الجيش أيضًا نهجًا أكثر مرونة في اقتناء التكنولوجيا، مبتعدًا عن المتطلبات الصارمة، ومتجهًا نحو نموذج حل المشكلات الذي يشجع الابتكار الصناعي. وقد عزز هذا التحول التعاون مع شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وبالانتير لدمج الحلول التجارية في العمليات العسكرية.
الخطوات التالية: التوسع والتكرار
يخطط الجيش لتوسيع نطاق نظام NGC2 ليشمل فرقة كاملة بحلول صيف عام 2026، مع اختبار المزيد من التكرارات وتحسينها من خلال تمارين مستقبلية. وكجزء من هذه العملية، سيعتمد الجيش على التغذية الراجعة المستمرة من الجنود لدفع تحسينات النظام، وضمان بقاء نظام القيادة والتحكم قابلًا للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة.

التمويل والتوقعات المستقبلية
لتمويل تطوير NGC2، سيعيد الجيش توجيه الموارد من الأنظمة القديمة، ويخصص مليارات الدولارات لهذا الجهد التحديثي الحاسم. ومن خلال التركيز على الكفاءة والقدرة على التكيف، يهدف الجيش إلى تعظيم عائد استثمارات دافعي الضرائب مع ضمان تلبية النظام الجديد لمتطلبات حروب المستقبل.
الخلاصة: نقلة نوعية في العمليات العسكرية
تُعد مبادرة الجيل القادم من القيادة والتحكم (C2) التي أطلقها الجيش الأمريكي نقلة نوعية في الحروب الحديثة، إذ تُزود القادة بالأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة في ساحة المعركة. وبفضل الاختبارات الناجحة والتعاون مع رواد الصناعة، يسير الجيش على الطريق الصحيح لإحداث ثورة في قدراته على القيادة والتحكم.