تقارير التسلح

نيويورك تعلن عن أول مشروع نووي كبير في امريكا منذ 15عاما

نيويورك تعلن عن مشروع نووي كبير في أمريكا بعد 15 عامًا من التوقف

بين وعود الطاقة النظيفة ومخاوف البيئيين: انقسام حاد حول محطة نووية جديدة

أعلنت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوشول، عن خطط لبناء أول محطة طاقة نووية كبرى في الولايات المتحدة منذ أكثر من 15 عامًا، بقدرة إنتاجية لا تقل عن 1 غيغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات. المحطة، التي ستُبنى في شمال الولاية، وصفتها هوشول بأنها “مبادرة حيوية في مجال الطاقة” من شأنها دعم شبكة كهرباء موثوقة وبأسعار معقولة.

تأكيد على الاستقلالية وأمن الإمداد

في بيانها، قالت هوشول إن المشروع جزء من استراتيجية الولاية للتحول إلى اقتصاد كهربائي، مع إغلاق محطات الوقود الأحفوري القديمة وجذب صناعات ضخمة توفر وظائف برواتب مجزية. وأضافت:”علينا تبني سياسة طاقة تقوم على الوفرة والاستقلالية وأمن سلاسل الإمداد لضمان سيطرتنا على مستقبلنا الطاقي”.

غضب من جماعات الطاقة المتجددة

قرار هوشول قوبل بانتقادات حادة من ائتلاف “الطاقة العامة في نيويورك”، الذي وصف المشروع بأنه انحراف عن التزامات الدولة تجاه الطاقة المتجددة. وقال الائتلاف في بيان:

“الهيئة العامة للطاقة لديها تفويض واضح لبناء 15 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، لا محطات نووية باهظة بدعم من وعود ترامب. تعيين جمهوري لرئاسة الهيئة والتزام الصمت تجاه التوسع في الرياح والشمس يكشف مدى عدم جدية الحاكمة بشأن فواتير الطاقة والمناخ”.

النووي يعود بدعم جمهوري

المشروع يُنظر إليه كأول اختبار فعلي لأوامر ترامب التنفيذية الجديدة التي تهدف إلى تسريع إنشاء المحطات النووية. ورغم عدم تحديد موقع أو تصميم المفاعل حتى الآن، فإن سعة 1 غيغاواط تكفي لتغذية نحو مليون منزل بالكهرباء.

شركات التكنولوجيا تدفع للنووي

مع تصاعد الطلب على الكهرباء من مراكز الحوسبة الضخمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بدأت شركات مثل مايكروسوفت، وأمازون، وغوغل، وأوراكل، في التعاقد على شراء الكهرباء من مصادر نووية قائمة أو قيد التطوير.

– مايكروسوفت وقّعت عقدًا لإعادة تشغيل مفاعل في “ثري مايل آيلاند”.

– أمازون اشترت كهرباء من محطة “سسكويهانا”.

– غوغل وأوراكل تتوجهان نحو الاستثمار في مفاعلات نووية صغيرة (SMRs) لتشغيل مراكز بياناتها المستقبلية.

رهان على وادي السيليكون الجديد

تراهن الحاكمة هوشول على تحويل شمال ولاية نيويورك إلى مركز تكنولوجي منافس لوادي السيليكون، مدعوم بالبنية التحتية والمياه وقربه من مراكز أبحاث جامعية وشركات مثل IBM. المشروع النووي يشكّل أحد أركان هذا التحول.

الماضي يلقي بظلاله

اللافت أن نيويورك أغلقت قبل أربع سنوات فقط محطة “إنديان بوينت” النووية، على بُعد 64 كلم من مانهاتن، نتيجة مخاوف بيئية وأمنية، خصوصًا بعد استخدام خاطفي طائرات 11 سبتمبر لمفاعلاتها كعلامة بصرية أثناء الهجوم. وأدى إغلاقها إلى ارتفاع حرق الوقود الأحفوري وزيادة الانبعاثات.

هوشول قالت في مقابلة مع “وول ستريت جورنال”:”لم يكن هناك خطة بديلة. وهذا ما ندفع ثمنه الآن.”

تساؤلات حول السلامة والتنظيم

رغم أن ترامب يسعى لتسريع الموافقات التنظيمية لبناء المحطات الجديدة، إلا أن نشطاء البيئة يحذرون من أن هذا قد يؤدي لتخفيف المعايير الصحية والبيئية. وقد زاد القلق مع إعلان وكالة حماية البيئة (EPA) عن خطة لإلغاء قواعد مناخية مهمة تهدف إلى خفض الانبعاثات بحلول 2030.

هوشول تقترح: فلتدخل “كفاءة الحكومة” على الخط

في نبرة لافتة، قالت هوشول إنها اقترحت على ترامب أن تُكلف وحدة “كفاءة الحكومة” التي أسسها إيلون ماسك بتسريع الإجراءات في هيئة الرقابة النووية الأمريكية، مضيفة:”لماذا يستغرق الأمر عقدًا من الزمن؟ هذا سبب توقف الجميع عن بناء المحطات.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى