دين ومجتمع

بعد تكرار الزلازل… ماذا تقول دار الإفتاء عن علاقة الكوارث بالذنوب؟

زلازل وابتلاءات... فهل نحن في غضب إلهي؟ الإفتاء توضح الحقيقة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزلازل والكوارث الطبيعية لا تُعد بالضرورة غضبًا من الله على عباده، مشيرة إلى أن مثل هذه الأحداث تخضع لسنن كونية وضعها الله في الكون، وهي جزء من الطبيعة التي خلقها وسيرها بحكمته.

دعوة للتفكر والتوبة وليس لنشر الذعر

وأضافت دار الإفتاء في بيانها الرسمي أن على المسلمين عند حدوث الكوارث أن يتفكروا في قدرة الله وعظمته، ويتقربوا إليه بالدعاء والاستغفار، لا أن يطلقوا الأحكام على الناس أو يربطوا كل كارثة بمعصية أو ذنب.

رفض التأويلات غير العلمية والدينية

وشددت دار الإفتاء على ضرورة الابتعاد عن التفسيرات الخاطئة وغير المستندة إلى علم أو وحي صحيح، مؤكدة أن من واجب المسلم التثبت والتعقل، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الخطابات التي تبث الذعر بين الناس.

أهمية العلم والتوعية المجتمعية

أوضحت دار الإفتاء أن فهم الكوارث الطبيعية من منظور علمي لا يتعارض مع الإيمان، بل يعززه، مشيرة إلى أن الإسلام يشجع على التعلم واكتشاف أسرار الكون. وقالت إن دراسة الزلازل علميًا تساعد في الوقاية والحد من آثارها، وهو ما يعتبر من باب الأخذ بالأسباب الذي أمرنا به الشرع.

الزلازل عبر التاريخ الإسلامي

وأشارت الدار إلى أن الزلازل وقعت في عصور الصحابة والتابعين، ولم تُعتبر دائمًا علامة على غضب إلهي. بل كان المسلمون يستقبلونها بالدعاء والتضرع، دون إطلاق أحكام أو تخويف الناس، وكانوا يرونها تذكيرًا بعظمة الخالق.

الدعوة إلى الدعم النفسي والتضامن

وأكدت دار الإفتاء أن مسؤولية المجتمع لا تقتصر على التفسير الديني، بل تشمل دعم المتضررين نفسيًا وماديًا، وتعزيز قيم التضامن والتكافل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بعض الدول نتيجة هذه الكوارث.

رسالة للمؤثرين والدعاة

وفي ختام بيانها، ناشدت دار الإفتاء الشخصيات العامة والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بتحري الدقة في الحديث عن الكوارث، وتجنب استخدام لغة الترهيب أو العبارات التي تثير الفزع بين الناس، مؤكدة أن الخطاب الديني يجب أن يكون قائمًا على الرحمة والعقل.

وتؤكد دار الإفتاء أن التعامل مع الكوارث لا يكون بإثارة الهلع أو تفسيرها بتأويلات غير قائمة على علم أو وحي صحيح، بل بالعودة إلى الله والتعاون المجتمعي والاعتماد على الجهات المختصة علميًا ودينيًا. كما دعت إلى تعزيز الوعي، ونشر الطمأنينة بين الناس، والابتعاد عن نشر الفتاوى غير الموثوقة أو الرسائل التي تزيد من معاناة المتضررين.

 

وفي ظل تكرار الظواهر الطبيعية، تشدد الدار على أن الإيمان لا يتنافى مع العلم، بل يدعمه ويوجهه نحو الخير والإعمار، مؤكدة أن مسؤوليتنا الإنسانية والدينية تقتضي الوقوف بجانب المتضررين، وتقديم الدعم لهم بكل الوسائرل الممكنة، رحمة وعدلًا وتكافلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى