فون دير لاين تلتقي ترامب في اسكتلندا وسط آمال باتفاق تجاري جديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
حرب تجارية مرتقبة بسبب رسوم ترامب الجمركية

تجري استعدادات حاسمة هذا الأسبوع للقاء مرتقب بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اسكتلندا، في وقت تتزايد فيه الآمال بالتوصل إلى اتفاق تجاري جديد ينقذ العلاقات الاقتصادية العابرة للأطلسي من شبح حرب تجارية كبرى.
لقاء غير معتاد في اسكتلندا
أكدت فون دير لاين عبر حسابها على منصة X (تويتر سابقًا) أنها ستلتقي ترامب يوم الأحد في اسكتلندا “لمناقشة العلاقات التجارية العابرة للأطلسي وسبل الحفاظ على قوتها”، وذلك بعد مكالمة هاتفية وصفتها بـ”الجيدة” مع الرئيس الأمريكي.
اللقاء سيُعقد “بدعوة من ترامب”، حيث يقضي الرئيس الأمريكي عطلة نهاية الأسبوع في لعب الغولف ولقاء مسؤولين بريطانيين، بينهم من يسعى لتخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجات مثل الصلب والويسكي.
نحو اتفاق… ولكن العقبات باقية
بحسب مصادر مطلعة على مسودة الاتفاق، يجري العمل على فرض تعريفات جمركية تبلغ نحو 15% على معظم الواردات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وهو ما قد يمثل انفراجة بعد شهور من التوتر التجاري.
لكن ترامب حذر، في تصريحات للصحفيين الجمعة، من أن احتمالية الوصول لاتفاق لا تزال “50-50 أو أقل من ذلك”، مشيرًا إلى أن هناك “نحو 20 نقطة عالقة” لم تُحل بعد.
وهدد ترامب أنه ما لم يُتوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس، فسيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 30%، ما يعني تصعيدًا حادًا قد يؤثر سلبًا على الصناعات الأوروبية والأمريكية على حد سواء.
الضغوط تتصاعد من الجانبين
طوال الأشهر الأربعة الماضية، كانت إدارة ترامب تفرض رسومًا إضافية بنسبة 10% على صادرات الاتحاد الأوروبي، تضاف إلى رسوم موجودة مسبقًا بمتوسط 4.8%. وفي المقابل، يستعد الاتحاد الأوروبي لتطبيق إجراءات مضادة على سلع أمريكية بقيمة 93 مليار يورو اعتبارًا من 7 أغسطس، إذا لم يتم التوصل لاتفاق.
بعض الدول الأوروبية، كألمانيا، ضغطت باتجاه إبرام صفقة سريعة لتخفيف الضغط عن الصناعة، فيما اتخذت فرنسا موقفًا أكثر تحفظًا، ساعيةً لتحقيق شروط أفضل قبل الموافقة.
تفاصيل الصفقة المرتقبة
من أبرز ملامح الاتفاق المتوقع بين الجانبين:
رسوم موحدة بنسبة 15% على معظم السلع المتبادلة.
تخفيض الرسوم الأمريكية على السيارات وقطع الغيار من 27.5%.
إعفاءات جمركية متبادلة على الطائرات وقطع الغيار وبعض المعدات الطبية.
استمرار النقاش حول المشروبات الروحية مثل الويسكي والبراندي.
بعض المنتجات، كالأدوية، ستخضع أيضًا لنسبة 15%.
الاتحاد الأوروبي يضغط لخفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألمنيوم، والتي تصل حاليًا إلى 50% بحجة “الأمن القومي”.
انعكاسات اقتصادية… وتحركات للشركات
في سياق متصل، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن أن مجموعته قد تعيد النظر في خططها الإنتاجية، مشيرًا إلى خسائر بلغت 1.3 مليار يورو بسبب الرسوم الأمريكية، ما قد يدفعها إلى نقل جزء من الإنتاج إلى الولايات المتحدة لخفض التكاليف.
الخطوة التالية: تصويت أوروبي محتمل
من المتوقع أن يُعرض الاتفاق، إن تم التوصل إليه، على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمراجعته والموافقة عليه، على الأرجح في اجتماع طارئ لسفراء الاتحاد نهاية الأسبوع.
الفرصة الأخيرة قبل الانفجار التجاري؟
اللقاء المنتظر في اسكتلندا قد يشكل فرصة أخيرة لتفادي انفجار تجاري جديد بين اثنين من أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم. ومع استمرار التهديدات الجمركية المتبادلة، وارتفاع كلفة الخلافات التجارية، يُنتظر من الطرفين تقديم تنازلات ملموسة تضمن مصالح الصناعات الكبرى وتحافظ على استقرار الاقتصاد العالمي في مرحلة حرجة.
إذا نجح اللقاء، فقد يضع أسسًا لعصر جديد من التعاون الاقتصادي العابر للأطلسي… أما إذا فشل، فإن أوروبا وأمريكا قد تدخلان مجددًا في دوامة من النزاعات التجارية التي يصعب احتواؤها.