حادث مروع على الطريق الإقليمي بالمنوفية يخطف أرواح 14مواطنا ويصيب 6 آخرين
تصادم مروع يودي بحياة 14 شخصًا على طريق الخطاطبة الإقليمي

شهد الطريق الإقليمي بنطاق محافظة المنوفية، صباح اليوم الجمعة 27 يونيو 2025، حادث تصادم مروّع بين سيارة ميكروباص كانت تُقل عددًا من الركاب، وسيارة نقل ثقيل (تريلا)، وذلك بالقرب من كارتة الخطاطبة على خط “أشمون – الخطاطبة”، ما أسفر عن مصرع 14 شخصًا وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة.
ووفقًا لشهود عيان، وقع الحادث بعد أن فقد سائق النقل السيطرة على مركبته أثناء محاولة التجاوز، ليصطدم مباشرةً بالميكروباص الذي كان يسير في المسار المجاور، ما أدى إلى تهشّم كامل لهيكل الميكروباص وسقوط ضحايا من الركاب في الحال.
تحرك فوري للأجهزة الأمنية والإسعاف
فور تلقي البلاغ، انتقلت قوات الأمن والإدارة العامة للمرور إلى موقع الحادث، ودفعت هيئة الإسعاف بـ12 سيارة لنقل الجثامين والمصابين إلى مستشفى أشمون العام والمستشفى المركزي بالمنوفية.
كما تم فرض كردون أمني وتنظيم حركة المرور بعد التكدس المروري الذي أعقب الحادث، خاصة مع تساقط حطام السيارات على الطريق.
حالات الوفاة والإصابات.. الحزن يعمّ الأهالي
مصادر طبية أكدت أن غالبية الضحايا من محافظات مختلفة كانوا في طريقهم للعمل، من بينهم نساء وشباب في العشرينات والثلاثينات. وقد تم إيداع الجثامين في مشرحة مستشفى أشمون تحت تصرف النيابة العامة، بينما تلقى المصابون الإسعافات الأولية وبعضهم وُضع تحت الرعاية المركزة نظرًا لخطورة حالتهم.
الصدمة كانت كبيرة على أهالي الضحايا الذين توافدوا إلى المستشفى في حالة من الحزن والانهيار، مطالبين الدولة بسرعة محاسبة المتسبب، وتأمين هذا الطريق الذي شهد عشرات الحوادث خلال الأشهر الماضية.
النيابة العامة تبدأ التحقيق وتحجز السائق
أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في الحادث، وتم التحفظ على سائق سيارة النقل لحين عرض نتائج تحليل الدم وفحص الكاميرات وتقرير الأدلة الجنائية. كما طالبت النيابة بإرسال فريق فني لفحص حالة المركبتين وتحديد السرعة وقت الاصطدام، تمهيدًا لتحديد المسؤوليات القانونية.
المجمعة المصرية للتأمين تعلن صرف تعويضات
في السياق ذاته، أعلنت المجمعة المصرية للتأمين الإجباري على حوادث المركبات أنها ستقوم بصرف 100 ألف جنيه تعويضًا عن كل حالة وفاة، فيما يتم صرف تعويضات الإصابات بناءً على نسب العجز والإصابة، وذلك وفقًا للقانون رقم 72 لسنة 2007.
وناشدت المجمعة أسر الضحايا بسرعة التوجه لتقديم الأوراق الرسمية والمستندات المطلوبة لبدء إجراءات صرف التعويض.
مطالب بإعادة النظر في إجراءات تأمين الطريق الإقليمي
الحادث أعاد للأذهان سلسلة الحوادث المتكررة على الطريق الإقليمي الذي بات يُعرف بطريق الموت، في ظل غياب كاميرات المراقبة الكافية، وضعف الإنارة في بعض المناطق، وتهور بعض السائقين، خاصةً سائقي النقل الثقيل.
وطالب أهالي الخطاطبة وأشمون بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية صارمة تشمل تقنين سرعات النقل الثقيل، وتشديد الرقابة على الكارتات، ونشر نقاط أمنية ودوريات مرورية مكثفة لتقليل حوادث التصادم.
مشاهد إنسانية مؤثرة تهزّ القلوب
روى أحد شهود العيان ويدعى “عم سعيد” تفاصيل اللحظات الأولى للحادث قائلاً: “سمعنا صوت ارتطام رهيب، وخرجنا لنجد الميكروباص مهشم تمامًا، والناس بتصرخ.. الأطفال والنساء ملقين على الأرض، وناس بتموت في حضن بعضها”.
بينما قال أحد المسعفين: “لم أستطع تمالك نفسي.. مشهد الجثث مرعب، والأسوأ كان منظر الأطفال”.
هل تتحرك الدولة قبل وقوع المزيد؟
في ظل تكرار الحوادث على هذا الطريق الحيوي، يظل السؤال قائمًا: متى تتحرك الجهات المختصة لحماية الأرواح؟
فإذا لم تُتخذ إجراءات صارمة اليوم، فقد نفاجأ بحوادث أخرى أكثر دموية غدًا.