في حادث مروري أليم شهدته منطقة مصر الجديدة، لقيت معلمة بإحدى المدارس الأجنبية مصرعها صباح اليوم، إثر تعرضها لحادث دهس أثناء عبورها الطريق في شارع جسر السويس، وهو ما أثار حالة من الحزن والغضب بين الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

بلاغ عاجل واستجابة أمنية فورية

كانت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة قد تلقت بلاغًا عاجلًا من المواطنين يفيد بوقوع حادث تصادم ووجود سيدة مصابة بشدة في شارع جسر السويس. على الفور، وجّهت مديرية أمن القاهرة قوة أمنية إلى موقع الحادث، مدعومة بسيارات الإسعاف، لتبيّن حقيقة الواقعة والتعامل معها بالسرعة اللازمة.

تفاصيل الواقعة بحسب التحريات

وبحسب التحريات الأولية التي أجرتها أجهزة الأمن، فإن الضحية تُدعى مريم. ع، وتبلغ من العمر 30 عامًا، وتعمل معلمة في إحدى المدارس الدولية بالقاهرة. وأوضحت التحقيقات أن مريم كانت تعبر الطريق من المكان المخصص لعبور المشاة، خلال توقف حركة المرور في الاتجاهين، إلا أن سيارة كانت تسير بسرعة جنونية خرجت بشكل مفاجئ من بين السيارات المتوقفة ودهستها، ما أسفر عن مصرعها في الحال أمام أعين المارة.

محاولة إسعاف فاشلة

أفاد شهود عيان أن عدداً من المواطنين حاولوا إسعاف السيدة فور وقوع الحادث، بينما قام آخرون بمحاولة اللحاق بالسيارة المتسببة في الحادث لتسجيل رقم لوحتها، إلا أن السائق فرّ هاربًا بسرعة كبيرة، تاركًا الضحية غارقة في دمائها.

ووصلت سيارة الإسعاف بعد دقائق، لكن الفريق الطبي أكد أن الضحية فارقت الحياة متأثرة بإصاباتها البالغة، وعلى رأسها كسر في الجمجمة ونزيف داخلي.

تشكيل فريق بحث لضبط الجاني

وأمرت القيادات الأمنية بتشكيل فريق بحث متخصص من إدارة البحث الجنائي بالقاهرة، وذلك لجمع الأدلة ومراجعة كاميرات المراقبة في محيط موقع الحادث، لتحديد هوية السائق وضبط السيارة المستخدمة في الجريمة. كما تم الاستماع إلى أقوال عدد من الشهود الذين أكدوا أن الضحية كانت ملتزمة بعبور الطريق من المكان الصحيح ولم ترتكب أي مخالفة.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل

أثار الحادث موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من النشطاء عن استيائهم من تكرار حوادث الدهس في نفس المنطقة، مطالبين بوضع حلول جذرية، مثل إنشاء كباري أو أنفاق لعبور المشاة، وتركيب مطبات صناعية، وتكثيف الحملات المرورية لضبط السرعة الزائدة والمخالفات

المطالبة بتشديد الرقابة المرورية

يشير مختصون في السلامة المرورية إلى أن شارع جسر السويس يشهد معدلات مرتفعة من الحوادث بسبب السرعة الزائدة، وعدم التزام بعض السائقين بقواعد المرور. وطالبوا الجهات المعنية بتركيب كاميرات مراقبة حديثة لرصد المخالفات آليًا، وتخصيص إشارات ذكية لتنظيم عبور المشاة.

كما دعوا إلى إطلاق حملات توعوية لتعزيز ثقافة احترام المشاة والالتزام بقواعد الطريق، خاصة في المناطق السكنية والمكتظة بالمدارس والمراكز التعليمية.

ختام مأساوي وحزن في الوسط التعليمي

أعربت إدارة المدرسة التي تعمل بها المعلمة مريم عن حزنها الشديد لفقدانها، ووصفتها بأنها كانت “قدوة في الأخلاق والتفاني في العمل”، مؤكدة أن رحيلها شكل صدمة لزميلاتها وتلاميذها.

وفي انتظار أن تُسفر التحقيقات الجارية عن ضبط الجاني وتقديمه للعدالة، يبقى الحادث تذكرة أليمة بضرورة إعادة النظر في منظومة السلامة المرورية بالعاصمة، حفاظًا على أرواح الأبرياء.

اقرأ أيضاً:

تقرير: هل “الأمركة” تهدد الهوية البريطانية أم تثريها؟