حوادث وقضايا

احتجاجات حاشدة في بانكوك تطالب باستقالة رئيسه الوزراء بعد تسريب مكالمه هاتفيه مع زعيم كمبودي سابق

الولايات المتحدة تستخدم قنبلة GBU-57 في ضرب منشآت نووية إيرانية

خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع بانكوك، السبت، مطالبين باستقالة رئيسة وزراء تايلاند، بايتونغتارن شيناواترا، على خلفية تسريب مكالمة هاتفية جمعتها مع رئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين، أثارت جدلًا واسعًا في البلاد، واعتُبرت “إهانة للسيادة الوطنية” من قبل معارضين قوميين.

 

“إهانة وطنية” بسبب مكالمة مسربة

التسجيل الصوتي الذي انتشر مطلع يونيو يظهر بايتونغتارن وهي تنتقد ضابطًا كبيرًا في الجيش التايلاندي، كما تُسمع وهي تخاطب هون سين بلقب “العم”، وتعده قائلة: “إذا كنت تريد شيئًا، فسأتكفل به”. هذا الحديث أثار موجة غضب واسعة، واعتبره معارضوها خنوعًا لزعيم أجنبي على حساب المصالح التايلاندية.

 

تصاعد الغضب بعد مقتل جندي

الخلاف الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، والذي يعود جذوره إلى أكثر من قرن، تفاقم في مايو الماضي بعد مقتل جندي كمبودي في تبادل إطلاق نار. ومع تسريب المكالمة، تصاعد الغضب الشعبي في البلاد، وبدأت اتهامات بالخيانة تتوجه إلى رئيسة الحكومة.

 

احتجاجات هي الأكبر منذ وصول حزب “بيو تاي” للحكم

تقديرات الشرطة أشارت إلى مشاركة أكثر من 6 آلاف شخص مع حلول بعد الظهر، في حين توقعت صحيفة “بانكوك بوست” أن يتجاوز العدد 10 آلاف بحلول المساء، ليكون أضخم احتجاج منذ فوز حزب بايتونغتارن بالانتخابات في عام 2023. وهتف المتظاهرون: “أونغ إنغ، اخرجي!” – في إشارة إلى اسم شهرتها، كما رفع بعضهم لافتات كتب عليها: “رئيسة وزراء خائنة” و*”بائعة للوطن”*.

 

ضغوط سياسية وقانونية متصاعدة

الاحتجاجات نظمتها حركة قومية تُدعى “القوة الموحدة للأرض”، والتي طالبت بانسحاب الأحزاب من الائتلاف الحاكم. وسبق أن انسحب أحد شركاء الائتلاف بالفعل في وقت سابق من الشهر، ما جعل موقف الحكومة أكثر هشاشة. وتواجه بايتونغتارن أيضًا طعونًا قانونية تتهمها بانتهاك أخلاقيات العمل السياسي والدستور، بسبب محتوى المكالمة، ومن المقرر أن تنظر المحكمة الدستورية في هذه الطعون يوم الثلاثاء المقبل، وقد تقرر تعليقها عن العمل مؤقتًا إلى حين صدور حكم نهائي.

 

غضب تاريخي متجدد ضد عائلة شيناواترا

اللافت أن كثيرًا من المتظاهرين اليوم سبق أن شاركوا في احتجاجات سابقة ضد والد بايتونغتارن، تاكسين شيناواترا، الذي أُطيح به بانقلاب عام 2006، وكذلك ضد عمتها ينغلوك، التي أُجبرت على ترك منصبها بعد حكم قضائي في 2014 تبعه انقلاب عسكري. ويبدو أن الموروث السياسي للعائلة لا يزال يثير الاستقطاب والجدل في الشارع التايلاندي.

 

هون سين يصعد الخطاب: “انتهاك خطير للسيادة”

في المقابل، استغل هون سين المناسبة للرد على الانتقادات، حيث وصف تحركات الجيش التايلاندي على الحدود بأنها “انتهاك خطير لسيادة كمبوديا وسلامة أراضيها”. وقال أمام آلاف الحضور في احتفال الذكرى الـ74 لتأسيس “حزب الشعب الكمبودي” الحاكم: “كمبوديا، التي عانت من الحروب والإبادة والاحتلال، تقف اليوم على قدم المساواة مع دول العالم، ولن تسمح بإهانة سيادتها بعد الآن.”

 

ورغم تسليمه السلطة رسميًا لنجله في 2023، لا يزال هون سين يحتفظ بنفوذ قوي داخل النظام الكمبودي، ويُنظر إليه كمهندس السياسة في البلاد من وراء الكواليس.

 

استقالة تلوح في الأفق؟

رغم تقديمها اعتذارًا علنيًا عن المكالمة، لم يهدأ الغضب الشعبي ولا التهديد القانوني الذي يطوق بايتونغتارن. ومع تزايد الدعوات السياسية والقضائية لاستقالتها، تبقى حكومة حزب “بيو تاي” في موقف صعب، ما يفتح الباب أمام أزمة سياسية متصاعدة قد تعيد البلاد إلى مربع الاضطرابات والانقلابات التي ميزت تاريخها السياسي الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى