أستاذ التحول الرقمي يوضح أثر الرقمنة على قطاع الموانئ البحرية ( خاص)
دور الرقمنة و الذكاء الاصطناعي في الموانئ البحرية

وقال الدكتور فكري فؤاد، أستاذ النظم والتحول الرقمي، بجامعة النيل الأوروبية، أن التحول الرقمي، المعروف أيضاً بالرقمنة، يتمثل في دمج تقنيات المعلومات ضمن العمليات التجارية، مما يغير طريقة عمل هذه المؤسسات ويعزز قدرتها على تقديم قيمة مضافة لعملائها.
وقد ترك التحول الرقمي أثرًا كبيرًا على قطاعات الموانئ والبحرية من خلال رقمنة المستندات وتحسين العمليات التشغيلية.
أثر الرقمنة على تلك القطاعات
وخلال حديثه مع موقع “العالم في دقائق”، تناول الدكتور فكري فؤاد أثر الرقمنة على تلك القطاعات من خلال النقاط التالية:
رقمنة الموانئ
تشهد صناعات الموانئ والبحرية تأثيرًا ملموسًا من التحول الرقمي، حيث تُستخدم التكنولوجيا لتحسين الأداء التنظيمي والعمليات التشغيلية بشكل كبير، ويشمل ذلك إدارة المؤسسات ورفع كفاءة أصولها من خلال الابتكار التكنولوجي والقيادة الفعالة، مما يفتح أبوابًا جديدة من الفرص، ومع ذلك، تطلب هذا التحول تغييرات إدارية وثقافية تجبر المؤسسات على إعادة التفكير في ممارساتها الحالية ودمج التكنولوجيا بصورة أكثر عمقًا.

دور الرقمنة في عملية الذكاء الاصطناعي
تاريخيًا، كانت الرقمنة عملية مستمرة منذ التسعينيات مع دخول الحواسيب الشخصية إلى العمل المؤسسي، وفي بداية القرن الحالي، ساهمت تقنيات الشبكات في تسريع هذا الاتجاه، وبحلول عام 2010، أسهمت التطورات في قدرات التخزين والمعالجة، إلى جانب انتشار شبكات المعلومات، في ظهور أشكال جديدة للتحول الرقمي، والتي بلغت ذروتها الآن مع تطور الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تلخيص عملية الرقمنة في عنصرين رئيسيين:
– رقمنة المستندات (Digitization)
تتعلق بتحويل الوثائق مثل العقود وسندات الشحن والمعلومات الأخرى إلى صيغة رقمية يسهل تخزينها وتحليلها ونقلها بسرعة وكفاءة.
– رقمنة العمليات (Digitalization)
تُعنى بتحويل العمليات التجارية من خلال تقنيات الأتمتة المختلفة، بدءًا من إدارة الطلبات وصولاً إلى أتمتة تشغيل المحطات الطرفية.

تحديات وفرص التحول الرقمي
يفرض التحول الرقمي على الشركات تبني مفاهيم جديدة تتعلق بالحَوْكمة والتنظيم الداخلي، متضمنة ضرورة تطوير استراتيجيات مبتكرة ونماذج عمل تلبي المتطلبات المتغيرة. وبينما تؤدي الرقمنة إلى تقليل المشاركة البشرية واستبدال بعض الوظائف التقليدية بأخرى آلية، تواجه الشركات تحديات كبيرة خاصة في مجالات الخدمات اللوجستية والشحن والموانئ.
على سبيل المثال، تركز مؤسسات الموانئ والخدمات اللوجستية بشكل أكبر على العملاء عبر تعديل أهدافها واستحداث مؤشرات أداء تقيس مستويات الرضا ومراجعة العمليات التجارية الأقل كفاءة إذا استدعى الأمر. يتمثل النجاح في تقديم خدمة موثوقة وفق المعايير الرقمية الحديثة، بحيث تكون سهلة ومتسقة وتتسم بالكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، تتوقع العملاء الآن إمكانية تتبع حالة وموقع بضائعهم بسهولة، وهو ما يعزز سهولة ممارسة الأعمال التجارية ويعمق مستوى الثقة بين المؤسسات وعملائها، التحول إلى هذه الأطر الرقمية لا يكتفي فقط برفع الكفاءة التشغيلية بل يضع الأساس لعلاقات عمل أكثر شفافية واستجابة.