تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”إنهاء المهمة” في غزة، واعتبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية “جنونًا”، وذلك خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، حيث قاطعته وفود عشرات الدول بالانسحاب من القاعة.
رفض حل الدولتين
جاء خطاب نتنياهو بعد أيام من اعتراف بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ودول أخرى بدولة فلسطينية مستقلة، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي “خاطئة ومشينة”. وقال:
“منح الفلسطينيين دولة على بعد ميل واحد من القدس بعد السابع من أكتوبر يشبه إعطاء القاعدة دولة قرب نيويورك بعد 11 سبتمبر.”
حاليًا، تعترف 157 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مستقلة.
انسحابات واحتجاجات
بحسب واشنطن بوست، غادر أكثر من 100 دبلوماسي يمثلون 50 دولة القاعة لحظة دخول نتنياهو، فيما شهدت نيويورك احتجاجات واسعة ضده، شملت مسيرات في “تايمز سكوير”. كما اعتُقل متظاهرون رفعوا لافتات مؤيدة لفلسطين أمام الفندق الذي يقيم فيه.
سياق سياسي معقد
خطاب نتنياهو جاء بعد تصريحات من دونالد ترامب قال فيها إنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية ردًا على الاعتراف الدولي بفلسطين. ورغم أن حلفاء نتنياهو اليمينيين يطالبون بضم 82% من الضفة، إلا أن نتنياهو تجنّب التطرق للموضوع، مفضلاً تأجيل الرد حتى لقائه ترامب في البيت الأبيض.
الوضع الميداني والاتهامات الدولية
قبل ساعات من الخطاب، أفادت تقارير عن مقتل أكثر من 22 فلسطينيًا في غزة، بينما نقلت الجزيرة أن الحصيلة منذ الفجر بلغت 47 قتيلًا، بينهم ثمانية في قصف استهدف مخيمًا للنازحين في النصيرات.
ورغم تحذيرات منظمات دولية واتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، شدد نتنياهو على استمرار الهجوم على مدينة غزة، معتبرًا أنه السبيل لتجنب تكرار هجمات 7 أكتوبر. ونفى ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية، قائلًا إن بلاده “تحذر المدنيين وتدعوهم لمغادرة مناطق الخطر”.
رسائل وتهديدات
وجه نتنياهو إنذارًا لقيادات حماس المتبقين:
“سلّموا أسلحتكم، وأطلقوا سراح الرهائن الـ48. إن فعلتم ستنجون، وإن لم تفعلوا ستلاحقكم إسرائيل أينما كنتم.”
واستخدم نتنياهو في خطابه أساليب دعائية، منها عرض رمز QR يقود إلى مقاطع من هجمات 7 أكتوبر. كما زعمت مكتبه أن الخطاب بُث عبر مكبرات الصوت في غزة وحتى على هواتف السكان، لكن صحفيين من وكالة أسوشيتد برس قالوا إنهم لم يرصدوا ذلك.
قاعة شبه فارغة
الخطاب أُلقي أمام قاعة تكاد تكون فارغة في الأمم المتحدة، حيث حضر ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا بمستويات دبلوماسية متدنية. لكن نتنياهو ادعى أن قادة دول “ينتقدون علنًا ويشكرونه سرًا” على الدور الأمني والاستخباراتي لإسرائيل.
