حوادث وقضايا

السيارات تسبح.. فيضانات عارمة تجتاح العاصمة الإثيوبية أديس أبابا

أمطار غزيرة تحول الشوارع إلى أنهار جارفة وتثير فزع السكان وسط غياب الاستعدادات الحكومية

 

شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 23 و24 يوليو 2025، فيضانات عارمة نتيجة هطول أمطار غزيرة مفاجئة، أدّت إلى غمر شوارع المدينة بالكامل، وتحويلها إلى سيول جارفة أغرقت المركبات والمنازل، ما جعل بعض السيارات تظهر وكأنها “تسبح” وسط المياه. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مرعبة للفيضانات، حيث بدت سيارات تطفو في الشوارع، ومواطنون يحاولون الهروب سيرًا على الأقدام وسط مياه غزيرة اجتاحت الأحياء والمباني.

الأمطار الموسمية تتجاوز المعدلات وتكشف ضعف البنية التحتية

تقع إثيوبيا ضمن منطقة تشهد أمطارًا موسمية كثيفة بين يوليو وسبتمبر، غير أن الأمطار التي هطلت هذا الأسبوع كانت فوق المعدلات المعتادة، وأدت إلى انهيار البنية التحتية في عدة مناطق داخل العاصمة. وأفاد شهود عيان بأن مياه الفيضانات ارتفعت إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى غرق سيارات بالكامل، وانقطاع الحركة في عدد كبير من الشوارع الحيوية.

اقرا أيضاً:

من رسائل خادشة إلى تهديد وابتزاز.. كشف ملابسات واقعة سائق التجمع الأول

فيديوهات مرعبة توثق السيارات الطافية والمواطنين الهاربين

ونشرت صفحات ومواقع إخبارية مقاطع مصورة توثق حجم الكارثة، من بينها فيديوهات تُظهر سيارات تنجرف في المياه، ولقطات أخرى من أمام فندق “جيون” الشهير في قلب العاصمة، حيث بدت عشرات المركبات وقد غمرتها المياه تمامًا. كما انتشرت مقاطع على “فيسبوك” و”تيك توك” و”يوتيوب” تحت عناوين مثل: “السيارات تطفو في أديس أبابا”، و”فيضانات مرعبة تجتاح العاصمة الإثيوبية”، ما أثار موجة من التفاعل العالمي، وسط تحذيرات من احتمالية استمرار الأمطار وتفاقم الأزمة.

صمت رسمي وتضارب حول حجم الخسائر البشرية والمادية

رغم الانتشار الكبير للمشاهد، لم تُصدر الحكومة الإثيوبية حتى الآن بيانًا رسميًا يحدد حجم الخسائر البشرية أو المادية بدقة، إلا أن المعلومات الميدانية تشير إلى تضرر مئات المركبات، وقطع الكهرباء عن بعض الأحياء، وإغلاق العديد من الطرق الحيوية. وتعالت أصوات المواطنين الغاضبين على منصات التواصل، متهمين السلطات بالتقاعس في الاستعداد لموسم الأمطار، خاصة في ظل تكرار مثل هذه الكوارث سنويًا دون تطوير للبنية التحتية.

فيضانات إثيوبيا.

غضب شعبي واسع وانتقادات للسلطات بسبب غياب الاستعداد

ولاقت الحادثة تفاعلًا واسعًا على وسائل الإعلام الدولية، وسط مخاوف من أن تكون هذه الأمطار مؤشراً واضحاً على آثار التغير المناخي الذي بدأت ملامحه تظهر بوضوح في عدد من الدول الأفريقية، حيث تتكرر الفيضانات بشكل أكثر حدة واتساعًا. ودعت منظمات بيئية إلى تعزيز شبكات تصريف المياه، ورفع جاهزية المدن لمواجهة الكوارث الطبيعية، لا سيما في ظل هشاشة البنى التحتية في عدد كبير من المدن الأفريقية الكبرى.

تحذيرات دولية من تكرار الكوارث بفعل تغيّرات المناخ

وتُعد هذه الفيضانات واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها العاصمة الإثيوبية في السنوات الأخيرة، ما يفرض على السلطات هناك مراجعة خطط الطوارئ والاستجابة للأزمات، والاستثمار في بنية تحتية قادرة على مواجهة تداعيات المناخ المتغير.

كارثة تضرب العاصمة وتفرض مراجعة عاجلة لخُطط الطوارئ

في ظل هذه الكارثة، أصبح من الضروري أن تعيد الحكومة الإثيوبية تقييم استراتيجياتها في مواجهة الظواهر الطبيعية، خاصة أن التغيرات المناخية لم تعد مجرد توقعات، بل واقع يتكرر بشدة، ويتطلب تدخلًا عاجلًا لتفادي تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.

اقرا أيضاً :

“سكر البيت راحت غدر”.. مأساة تهز قنا بعد مقتل طفلة على يد جارتها بسبب قرط ذهب

 

الأء ياسين

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى