عربي وعالمي

تصاعد الأزمة الحدودية بين تايلاند وكمبوديا:وساطه أمريكية ومحادثات مرتقبه لوقف إطلاق النار

نيويورك تستيقظ على جريمة مروعة: تفاصيل جديدة حول إطلاق النار في مانهاتن

في خضم توتر إقليمي متصاعد، تستعد كل من تايلاند وكمبوديا لعقد اجتماع في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وذلك بعد دعوة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يأتي هذا التحرك الدبلوماسي عقب اندلاع مواجهات عسكرية دامية بين البلدين استمرت لأربعة أيام متتالية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 34 شخصًا. وقد دعا ترامب، في سلسلة من الاتصالات الهاتفية، رئيس وزراء كمبوديا هون مانيت، والقائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند فومثام ويتشاياشاي، إلى إنهاء القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن استمرار العنف سيؤثر بشكل مباشر على علاقات بلاده التجارية مع الطرفين. وتُعد هذه الوساطة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الولايات المتحدة والصين، القوتين العظميين المتنافستين، على التأثير في استقرار جنوب شرق آسيا، حيث تتقاطع المصالح الجيوسياسية والاقتصادية بصورة دقيقة.

 

الدبلوماسية الأمريكية تدفع نحو وقف التصعيد

أعلنت كل من كمبوديا وتايلاند موافقتهما المبدئية على حضور محادثات السلام المقررة في ماليزيا، والتي ستنعقد بحضور مسؤولين صينيين، مما يضيف بُعدًا دوليًا إضافيًا إلى الأزمة. وقال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت في بيان رسمي إن المحادثات تمثل مبادرة أمريكية صريحة، وجاءت بتنسيق مباشر مع الرئيس ترامب. من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة التايلاندية أن الاجتماع يهدف إلى وضع حد فوري لإطلاق النار، وإنهاء النزاع الذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وفي ذات السياق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالات مكثفة بنظرائه في البلدين، لحثهم على التهدئة. ورغم هذه التحركات، لا تزال الأوضاع على الأرض هشة، حيث اندلعت اشتباكات جديدة صباح الأحد، في إشارة إلى أن أي وقف إطلاق نار سيكون مشروطًا بوجود ضمانات قوية من الطرفين.

 

صراع النفوذ: واشنطن وبكين في مرآة النزاع

 

يرى عدد من المحللين أن الأزمة الراهنة تتجاوز كونها مجرد نزاع حدودي تقليدي، لتتحول إلى ساحة صراع ناعم بين الولايات المتحدة والصين في منطقة جنوب شرق آسيا. فبينما تُعد تايلاند حليفًا عسكريًا تقليديًا لواشنطن، وتشارك في عشرات المناورات العسكرية السنوية معها، ترتبط كمبوديا بعلاقات اقتصادية وعسكرية وثيقة مع بكين، حيث تحتضن قاعدة بحرية تموّلها الصين. وتكمن خطورة الصراع في إمكانية تصعيده ليشمل قوى خارجية، مما يهدد الأمن والاستقرار في منطقة حيوية للملاحة والتجارة العالمية. كما أن استمرار النزاع قد يؤدي إلى انهيار الثقة بين الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، خصوصًا أن ماليزيا، التي تتولى رئاسة الرابطة حاليًا، تلعب دور الوسيط في الأزمة الحالية.

 

تصعيد ميداني يهدد نجاح المفاوضات

 

رغم الجهود السياسية، لم تهدأ وتيرة الاشتباكات بين الجيشين الكمبودي والتايلاندي، خاصة في المناطق المتنازع عليها حول المعابد التاريخية مثل “براسات تا كرابي” و”براسات تا موين ثوم”. وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي إن كمبوديا بدأت الهجوم في ساعات الفجر الأولى بقصف داخل الأراضي التايلاندية، بينما ردت كمبوديا باتهامات مماثلة، مؤكدة أن القوات التايلاندية هي من بدأت التصعيد. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، الجنرال مالي سوشيتا، أن الجيش التايلاندي استخدم الدبابات والمدفعية في هجمات منظمة على مواقع داخل كمبوديا، مما يمثل خرقًا صريحًا لأي جهود تهدئة. وتوضح هذه التطورات الميدانية أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار سيكون مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية، وبتوفير آلية رقابة دولية تضمن الالتزام بالاتفاق حال توقيعه.

اقرا ايضا

فاجعه سنترال رمسيس تهز قطاع الاتصالات.. شهداء ومصابون في حادث اليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى