فن وثقافة

أنغام تنهار على الهواء: “كفاية ظلم وسيبوني في حالي”.. هل كانت تقصد شيرين؟

شيرين تحت النار وأنغام تنهار.. ماذا حدث بين النجمتين؟

ي مشهد غير معتاد، أطلّت الفنانة أنغام على الجمهور بصوت متهدج ودموع لا تخفى، خلال مداخلة هاتفية مثيرة للجدل، عبّرت فيها عن غضبها من الزج باسمها في أزمات لا تخصها، خاصة بعد الربط المتكرر بينها وبين أزمة الفنانة شيرين عبد الوهاب الأخيرة في مهرجان موازين بالمغرب.

قالت أنغام: “كفاية ظلم! ليه كل شوية اسمي بيتحط؟ أنا تعبانة ومريضة، وسيبوني في حالي”.

كلماتها كانت صريحة وموجعة، وكأنها خرجت من قلب ممتلئ بالضيق والخذلان، لا تبحث عن تبرير، بل عن راحة من حمل ثقيل.

بداية الشرارة

القصة بدأت بعد الجدل الواسع الذي أثارته شيرين عبد الوهاب في حفلتها الأخيرة ضمن فعاليات مهرجان “موازين” بالمغرب، وهو أول ظهور فني لها بعد غياب دام شهورًا. ظهرت شيرين وهي تؤدي أغانيها بحماس، لكن تخلل الحفل تعليقات خارجة عن النص، أثارت استياء بعض الحاضرين، مثل دعوتها للجمهور بـ”نزول البحر” وتعليقها على الفساتين، ما دفع بعض الأصوات الإعلامية والجماهيرية للهجوم عليها ووصفها بعدم المسؤولية والتهور.

البعض على مواقع التواصل اعتبر أن الحملة على شيرين مدبرة، وذهب آخرون أبعد من ذلك، ملمحين إلى أن “فنانة أخرى” قد تكون وراء تسريب مقاطع الحفل وتضخيم الموقف. هنا، بدأ اسم أنغام يتردد في المشهد، رغم أنها لم تصدر أي تعليق، وكانت تمر بوعكة صحية في الوقت نفسه.

أنغام ترد لأول مرة

أنغام، التي التزمت الصمت لسنوات، قررت أخيرًا أن تتكلم. لم تذكر شيرين بالاسم، لكنها قالت:

“أنا مش ضد حد، ولا عمري كنت… بس فيه ناس بتحاول توقعني، وتستخدم اسمي في أزمات هما صنعوها”.

ثم أضافت بانفعال:

“أنا ساكتة بقالي سنين علشان العِشرة، لكن لما ألاقي حد بيقلب الناس عليا ويقولي كلام خارج، لازم أرد… أنا مش ضعيفة، بس كنت محترمة”.

وأكدت أنغام أن البعض حول شيرين يصدرون لها صورة خاطئة عن نواياها، ويقنعونها بأنها عدو، بينما الحقيقة أنها لم تحقد يومًا، لكنها شعرت بالخذلان.

شيرين بين الانفجار الفني والانفلات

شيرين عبد الوهاب، من جانبها، لم ترد رسميًا على تصريحات أنغام حتى الآن، لكنها أثارت الجدل مؤخرًا في أكثر من ظهور.

في حفل موازين، غنّت بمجموعة من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور، لكنها أيضًا بدت متوترة، وأطلقت تعليقات عفوية سبّبت حالة من الجدل على السوشيال ميديا، مثل قولها: “أنا عايزة أنزل البحر… الجو حر والناس لابسة حاجات قصيرة، مش أنا اللي هتكلم!”

عبارات وُصفت بأنها غير ملائمة لسياق المهرجان، وتكررت معها نفس الانتقادات القديمة التي تطارد شيرين في معظم حفلاتها: العفوية التي تنقلب ضدها، والتصريحات التي تطغى على الغناء.

شيرين، التي كانت قد وعدت جمهورها بعودة قوية وملتزمة، عادت للواجهة وسط أزمة غير واضحة الملامح، فهل كانت متوترة من الأساس؟ هل هناك من يتربّص بها بالفعل؟ أم أن أخطاءها المتكررة جعلت الدفاع عنها أمرًا صعبًا؟

علاقة ملتبسة

العلاقة بين أنغام وشيرين عبد الوهاب مرت بمراحل متأرجحة بين القرب والجفاء. بدأت كصداقة قوية في بدايات شيرين الفنية، وانتهت بتجاهل متبادل وصمت طويل. لم يحدث أي صدام مباشر بينهما على الملأ، لكن الجمهور رصد إشارات متبادلة بالفتور، غياب التهاني، تجاهل النجاحات، وربما منافسة غير مُعلنة.

في مداخلتها، قالت أنغام:

“شيرين كانت زي أختي الصغيرة… كنا بناكل عيش وملح، بس في حاجة اتغيرت… بقينا في حتة تانية، أنا معرفهاش”.

عبارة كشفت حجم الألم أكثر من الاتهام، وجعلت البعض يشعر بأن الأزمة أعمق من مجرد حملة على السوشيال ميديا.

الجمهور في المنتصف

الانقسام بدا واضحًا على مواقع التواصل الاجتماعي. هناك من تعاطف مع أنغام واعتبرها ضحية لشائعات تستهدفها دون مبرر، وهناك من تمسّك بالدفاع عن شيرين، واعتبر أنها تتعرض لتصفية حسابات منظمة، مستشهدين بتاريخ طويل من الحملات ضدها في كل مرة تخطئ فيها.

لكن الأغلبية اتفقت على شيء واحد: أن العلاقة بين أنغام وشيرين كانت جميلة، وكان من الممكن أن تُثمر عن تعاون غنائي يُكتب له النجاح، لولا تراكم الصمت وسوء الفهم والضغط الجماهيري والإعلامي.

أنغام لم تذكر شيرين صراحة، لكنها قالت كل شيء بين السطور. وشيرين لم ترد، لكنها بأزمتها الأخيرة باتت جزءًا من المشهد رغمًا عنها.

في النهاية، تتجلى الأزمة في أن الوسط الفني لم يعد يتحمل العلاقات النقية، وأن الجمهور بات ينتظر الخلاف أكثر من الغناء، والتلميحات أكثر من الألحان.

وبين كرامة أنغام ودموعها، وعفوية شيرين وارتباكها، تقف الحقيقة على الحافة، لا تنحاز لأحد، لكنها تشير إلى أن الصمت لا يحمي دائمًا، وأن الكلام لا يبرئ دائمًا.

اقرأ ايضا

رحيل مفاجئ يهز الوسط الشعبي.. أحمد عامر يغادر الحياة في عز المجد

سلمى محمد

سَلمىٰ مُحمد ، صَحفية مصرية أكْتب في مجالات الثقافة والفن وقضايا المرأة، كما أتناول في مقالاتي الجوانب الاجتماعية والرؤى الشخصية. أنشر أعمالي في جريدة المساء العربي، جريدة نوبل العالمية، موقع اخباري 24 و موقع شوفو نيوز . إلى جانب الكتابة، أعمل أيضًا كمُعلقة صوتية، حيث أدمج بين الكلمة والصوت لنقل الرسالة بأسلوب مؤثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى