سعيد صالح في ذكراه: فنان المبدأ والرسالة والضحكة الخالدة في المسرح

يتزامن الأول من أغسطس مع ذكرى رحيل الفنان الكبير سعيد صالح، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري، سواء في المسرح أو السينما أو الدراما. فقد تميز بتنوع أدواره واحترافيته العالية، وكان من القلائل الذين جمعوا بين الكوميديا والرسالة الجادة في آنٍ واحد.

خفة ظل ورسائل مؤثرة في قالب كوميدي

اشتهر سعيد صالح بخفة ظله وخصوصية أدواره الكوميدية، لكنه لم يكتفِ فقط بإضحاك الجمهور، بل حرص على تضمين بعض أعماله رسائل إنسانية وسياسية عميقة. كان يستخدم الأسلوب المسرحي كوسيلة ذكية لتوصيل تلك الرسائل بشكل بسيط وسلس، يُضحك ويُفكّر في الوقت نفسه.

من هو سعيد صالح؟

سعيد صالح هو ممثل وفنان كوميدي مصري، شارك في أكثر من 500 فيلم و300 مسرحية. قال ذات مرة: “السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم، أنا نصيبي منها الثلث”. ورغم نجوميته في السينما، كان يُعرف بولائه الشديد للمسرح واصفًا نفسه دائمًا بـ”فتى المسرح”.

تخرّج في كلية الآداب عام 1960، وبدأ مشواره الفني على يد الفنان حسن يوسف الذي قدّمه لمسرح التلفزيون. كما جمعته شراكة فنية قوية بالفنان عادل إمام، وظهرا معًا في العديد من الأعمال الناجحة.

أبرز أعماله الفنية

من بين أشهر أعمال سعيد صالح ما يلي:

جحا وبنات شهبندر التجار (1978)

أيام الشقاوة (1977)

أحلى الأيام (1975)

صانع الفرح (1974)

أيام الدموع (1974)

العبقري (1973)

المارد (1973)

المسرح.. ساحة للرسائل الجريئة

تحدثت هند سعيد صالح، ابنة الفنان الراحل، عن واحدة من أخطر التجارب المسرحية التي شارك فيها والدها، والتي كانت تحمل رسالة قوية تتعلق بإسرائيل. ورغم التهديدات التي وصلت حدّ اختطافها شخصيًا، رفض سعيد صالح التراجع عن تقديم العرض المسرحي، مؤمنًا بأهمية رسالته.

ورغم القلق والتوتر الذي عمّ الفرقة، تم تنفيذ العرض، وشهد المسرح إقبالًا غير مسبوق؛ حيث امتلأت القاعة تمامًا، ولم يجد الكثيرون مكانًا لحضور العرض بسبب التزاحم الشديد.

فنان لا يهاب المخاطر في سبيل المبادئ

أكدت هند أن والدها كان رجل مبدأ، لا يخشى التهديدات إذا كان الهدف نقل قيم ومبادئ نبيلة. كان يعتقد أن المسرح والسينما هما أقوى وسيلتين لنقل الوعي، ولذلك لم يتنازل أبدًا عن تقديم أعمال هادفة، مهما كانت الظروف أو المخاطر.

اقرا ايضا:

إدارة نيوكاسل ترفض عرض ليفربول الأول لضم إيزاك