عربي وعالمي

الشرطة البريطانية تطلق نداء عاماً للتعرف على 40 شخطا من مثيري الشغب في أحداث صيف 2024

الشرطة البريطانية تطلب المساعدة في التعرف على مثيري الشغب

في إطار التحقيقات المستمرة في أعمال الشغب الواسعة التي اجتاحت أجزاء من المملكة المتحدة الصيف الماضي، أطلقت الشرطة البريطانية صفحة إلكترونية جديدة تحتوي على صور 40 شخصًا لا يزالون مطلوبين للاشتباه في تورطهم بأعمال عنف وتخريب، مطالبة الجمهور بالمساعدة في التعرف عليهم.

 

وتأتي هذه الخطوة بعد مرور عام كامل على اضطرابات عنيفة اندلعت عقب جرائم قتل وقعت في ساوثبورت، واستغلتها مجموعات من اليمين المتطرف لإشعال الفوضى عبر عدد من المدن، خصوصًا بالقرب من فنادق تأوي طالبي لجوء ومساجد.

 

خلفية الأحداث: شائعات كاذبة أشعلت الفتنة

في أعقاب مقتل ثلاث فتيات صغيرات في بلدة ساوثبورت بمقاطعة ميرسيسايد، انتشرت عبر الإنترنت شائعات مغلوطة تفيد بأن الجاني رجل مسلم من أصول أجنبية، ما أدى إلى إثارة الغضب والتحريض من قبل مؤثرين يمينيين متطرفين.

 

وخرجت حشود إلى الشوارع، أحرقت مبانٍ ومزّقت ممتلكات عامة وخاصة، واعتدت على المدنيين ورجال الشرطة، في موجة عنف غير مسبوقة. وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب منسقة امتدت إلى إنجلترا وأيرلندا الشمالية.

 

حصيلة العمليات الأمنية حتى الآن

بحسب مجلس قادة الشرطة الوطنية، تم حتى الآن:

 

اعتقال 1,876 شخصًا

 

توجيه التهم إلى 1,110 منهم

 

لكن لا تزال هناك 40 حالة لم تُغلق بعد، تتوزع على مناطق:

ميرسيسايد، مانشستر الكبرى، كليفلاند، نورثمبرلاند، وأفون وسومرست.

 

الصور المنشورة على الموقع الرسمي التابع للشرطة تُظهر وجوهًا واضحة، وتطلب السلطات من المواطنين الدخول إلى الموقع وتقديم أي معلومات يمكن أن تساعد في تحديد هوية هؤلاء الأفراد.

 

تصريحات المسؤولين: تعزيز الجاهزية والردع

صرّح المساعد الأول لرئيس الشرطة، إيان دراموند-سميث، الذي قاد التحقيق الوطني في أحداث الشغب، أن الأجهزة الأمنية “لن تتسامح مع تجاوز حدود الاحتجاج السلمي إلى ارتكاب جرائم عنف وتخريب”.

وأضاف:

 

“لقد تعلمنا من أحداث العام الماضي أن العدالة يمكن أن تكون سريعة، وهذا بحد ذاته رسالة ردع لأي شخص يفكر في تكرار الفوضى هذا العام.”

 

وأكد أن الشرطة باتت تمتلك قدرة أكبر على الانتشار السريع وتحريك الموارد في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما ساعد في احتواء بعض الجيوب المحدودة من الاضطرابات هذا العام قبل أن تتسع رقعتها.

 

أهمية التعاون المجتمعي

وأوضح دراموند-سميث أن فشل النداءات السابقة عبر وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل في التعرف على هوية بعض المشاركين قد يكون ناتجًا عن كونهم سافروا من مناطق أخرى ولم يكونوا معروفين في مواقع الشغب، مضيفًا:

 

“لدينا صور جيدة، لكننا بحاجة لمن يعرف هؤلاء الأشخاص. نحن نطلب من الجميع إلقاء نظرة دقيقة ومساعدتنا في تقديمهم للعدالة.”

 

موقف الحكومة: لا تسامح مع التطرف العنيف

كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد وصف أحداث الصيف الماضي بأنها “بلطجة يمينية متطرفة”، مؤكداً أن حكومته لن تتهاون مع أي تحركات تتستر خلف الشعارات السياسية لبث الكراهية وزعزعة الاستقرار المجتمعي.

 

 العدالة تبدأ من المجتمع

مع مضي عام على أسوأ اضطرابات شهدتها بريطانيا في السنوات الأخيرة، تسعى الشرطة عبر هذه الحملة إلى إغلاق الملفات العالقة وتحقيق العدالة للضحايا.

ويبقى التعاون المجتمعي — من خلال مشاركة المعلومات، والتعرف على الأفراد، ورفض التحريض — عنصرًا حاسمًا في مواجهة العنف والتطرف.

اقرا ايضا

جامعه سوهاج تكرم المتميزين في برنامج الترشح لمنصب عميد الكلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى