الصحة والتعليم

لماذا يرتدي الجميع صدريات الأوزان ؟ تجربة واقعية مع احدث صيحات اللياقة البدنية

صدريات الأوزان: موضة اللياقة الجديدة أم أداة فعالة؟

 

في الأشهر القليلة الماضية، ظهرت صيحة لياقة جديدة اجتاحت الشوارع وصالات الرياضة وحتى وسائل التواصل الاجتماعي: صدريات الأوزان. لم تعد هذه الأدوات مقتصرة على تدريبات النخبة أو العسكريين، بل أصبحت الآن عنصرًا يوميًا يرتديه المشاهير أثناء المشي، ويستخدمه المدربون في فيديوهات اللياقة، وتروج له المؤثرات عبر تيك توك.

فما الذي يميز هذه السترات الثقيلة؟ ولماذا تحظى بهذا الإقبال؟ وهل تستحق التجربة فعلًا؟

 

الصحفية مادلين أجيلر من الجارديان قررت ارتداء سترة وزن لمدة أسبوعين لتكتشف بنفسها ما إذا كانت مجرد موضة عابرة أم أداة فعالة لتحسين اللياقة.

 

ما هي سترة الوزن؟

سترة الوزن هي قطعة ملابس تُرتدى على الجزء العلوي من الجسم وتُحمّل بأوزان صغيرة أو رمال معدنية. يتراوح وزنها عادةً بين 5 إلى 30 رطلًا (أي حوالي 2.2 إلى 13.6 كغم)، وتُصمم لتوزيع الحمل على الصدر والكتفين.

تُشبه في شكلها السترات الواقية من الرصاص أحيانًا، مما يجعلها تبدو غريبة في البداية، لكن الشركات بدأت مؤخرًا في إنتاج تصاميم أنيقة وأقل ضخامة لتناسب الاستخدام اليومي.

كيف ولماذا تُستخدم؟

ما يميز سترة الوزن هو قابليتها للاستخدام في أي مكان تقريبًا. على عكس الأجهزة الرياضية التقليدية، يمكن ارتداؤها أثناء المشي أو أداء المهام المنزلية أو حتى أثناء المشي على جهاز الركض (التريدميل).

لكن الخبراء ينصحون بعدم الإفراط في استخدامها في البداية. توصي د. إيلينا مانوليس بارتدائها فقط في الأنشطة المستقيمة كالمشي لتقليل خطر الإصابة، مع البدء بمدة قصيرة وزيادة الوقت تدريجيًا إلى 20–30 دقيقة يوميًا.

 

شعور غير متوقع: بين التحدي والراحة

في تجربتها، ارتدت أجيلر سترة تزن 7.25 كغم أثناء المشي على التريدميل ومتابعة مسلسلها المفضل. شعرت في البداية بعدم التوازن، واضطرت إلى تشغيل عضلات الجذع للحفاظ على الاستقامة. لكنها لاحظت لاحقًا أن المشي أصبح أكثر كثافة دون أن يكون مرهقًا.

المثير هو أن الوزن الإضافي لم يُوزع على الجسم كزيادة في الوزن الطبيعي، بل كان مركزًا في الصدر، مما تطلّب تعديل مركز التوازن.

 

فوائد صحية محتملة ولكن محدودة

يرى مختصو الرياضة أن ارتداء السترة يُحفّز استخدام عضلات إضافية في أثناء النشاط اليومي، ما يُحسن القوة، ويزيد من حرق السعرات الحرارية.

كما تشير بعض الدراسات إلى أن الضغط الذي تُمارسه السترة على الهيكل العظمي قد يساعد في تحفيز كثافة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وهي فئة معرضة لهشاشة العظام.

لكن، تُحذّر د. آبي لاين من أن معظم الدراسات كانت محدودة العدد، وأكبرها شملت فقط 150 شخصًا ولم تُظهر نتائج حاسمة. لذا، ما زال الأمر بحاجة إلى أبحاث أوسع.

 

هل هناك مخاطر؟

نعم. الخطر الأكبر يكمن في استخدام سترة ثقيلة جدًا أو ارتدائها لفترات طويلة، مما قد يؤدي إلى إجهاد المفاصل أو آلام الظهر والركبتين.

تنصح الخبيرات باختيار وزن مناسب (لا يتجاوز 10% من وزن الجسم)، وضمان ثبات السترة على الجسم. الأهم: “لا تُكمل التمرين إن شعرت بأي ألم”، كما تؤكد الطبيبة ماري كلير هافر.

 

خلفية الانتشار: مزيج من الثقافة والصحة

تُعزى شعبية السترات جزئيًا إلى تحوّل ثقافي في فهم اللياقة لدى النساء، خاصة مع تزايد الاهتمام بالقوة البدنية وكثافة العظام في منتصف العمر.

كما ساعد الشكل الجديد للسترات — الأنيق والمناسب للارتداء العام — في تقبّلها اجتماعيًا، بعد أن كانت تُعتبر أداة عسكرية أو طبية الطابع.

 

 إضافة مفيدة ولكنها ليست بديلًا

بعد تجربتها، أقرت أجيلر بأن السترة أضافت تحديًا لطيفًا إلى روتينها الرياضي، لكنها لا تراها أساسية. إذ تفضل تمارين القوة مثل القرفصاء بالأوزان الحقيقية على حمل سترة طوال المشي.

ومع ذلك، أعجبتها كيف جعلتها السترة تبدو كمقاتلة في فيلم أكشن — وهو تغيير ممتع عن مظهرها المعتاد في صالة الرياضة.

 

النتيجة؟ سترات الأوزان ليست معجزة لياقة، لكنها وسيلة بسيطة ومرنة لإضفاء صعوبة إضافية على أنشطتك اليومية — بشرط الاستخدام السليم والحذر

اقرا ايضا

القضاء الاداري يستأنف نظر 25طعنا علي انتخابات الشيوخ 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى