ترامب يلمح لمبادلة أراضٍ في أوكرانيا قبيل لقائه بوتين بألاسكا
مخاوف أوكرانية وغربية من تنازلات محتملة قد تهدد السيادة الوطنية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس 2025، وذلك عقب تصريحاته المثيرة للجدل حول إمكانية “مبادلة الأراضي” كجزء من خطة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. هذه الفكرة أثارت قلقًا في كييف ودوائر غربية، حيث يُخشى أن تؤدي إلى تنازلات كبيرة من الجانب الأوكراني.
تصريحات ترامب: مبادلة الأراضي كطريق للسلام
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، طرح ترامب فكرة أن “مبادلة الأراضي” قد تمثل حلاً لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، والذي شهد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من الجانبين. وأوضح أن التفاوض بشأن بعض المناطق قد يكون في مصلحة الطرفين ويمهد الطريق نحو الاستقرار.
خطة بوتين: تنازلات أوكرانية مقابل وقف القتال
جاءت تصريحات ترامب بعد لقاء المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تمت مناقشة إمكانية تنازل كييف عن أراضٍ لصالح موسكو مقابل وقف الأعمال العسكرية. وبحسب مسؤولين أوكرانيين، اقترح بوتين تجميد الخطوط الأمامية في جنوب شرق أوكرانيا مقابل التنازل عن دونيتسك ولوغانسك، مع بحث انسحاب القوات الروسية من بعض المناطق الأخرى مثل خيرسون وزابوريجيا.
موقف أوكرانيا: رفض قاطع للتنازل عن السيادة
أثار الحديث عن مبادلة الأراضي رفضًا واسعًا في كييف، حيث شدد المسؤولون على أن الاعتراف بسيطرة روسيا على أي أرض أوكرانية أمر غير مقبول. وأكد أولكسندر ميريجكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى انفجار داخلي، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأوكرانيين يرفضون التخلي عن أي جزء من أراضيهم حتى لو كان ذلك سينهي الحرب.
الضغوط الداخلية والدولية: جدل حول المفاوضات
رغم الموقف الرسمي الصارم، أظهرت استطلاعات أوكرانية تراجع دعم الشعب لاستمرار القتال، حيث يفضل 69% من المواطنين التفاوض لإنهاء الحرب بسرعة. ومع ذلك، يظل موضوع التنازل عن الأراضي حساسًا للغاية، إذ يرى المسؤولون أن هذه الخطوة قد تعني شرعنة الاحتلال الروسي وتهديد سيادة أوكرانيا على نحو خطير.
التصعيد الاقتصادي: العقوبات الأمريكية ضد روسيا
في سياق متصل، هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار، وأعلن ترامب عن عقوبات على ناقلات النفط الروسية بهدف تقليص العائدات التي تمول الحرب، خاصة أن النفط يمثل مصدر الدخل الرئيسي للكرملين.
ملف مفتوح بين السلام والسيادة
تظل فكرة “مبادلة الأراضي” مثار جدل دولي، إذ تكشف عن فجوة بين السعي لإنهاء الحرب والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية. وبينما تتمسك كييف بسيادتها، تشير المؤشرات إلى أن جزءًا من الشعب الأوكراني قد يقبل بحل تفاوضي، لكن ليس على حساب الأرض. ويبقى مصير هذه المبادرات رهنًا بما سيسفر عنه لقاء ترامب وبوتين، وما إذا كان سيفتح بابًا لاتفاق عملي أم سيبقي النزاع مشتعلًا.