الوكالات

ترامب يُعيد تسمية ممر زانجيزور في اتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان

في تطور دبلوماسي وتجاري هام، من المقرر أن توقع أرمينيا وأذربيجان إعلان سلام مشتركًا في البيت الأبيض، يُعيد رسميًا تسمية طريق عبور إقليمي مُتنازع عليه ليصبح “طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين”. يُمثل هذا الاتفاق، المُتوقع توقيعه يوم الجمعة، خطوةً حاسمةً في حل التوترات طويلة الأمد بين البلدين، لا سيما بشأن ممر زانجيزور – وهو ممر حيوي يربط جيب نخجوان الأذربيجاني ببقية أذربيجان عبر جنوب أرمينيا.

وصف الرئيس الأمريكي هذا الطريق التجاري الجديد بأنه مشروع تجاري واختراق دبلوماسي. ووفقًا للسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، آنا كيلي، فإن المشروع يُطلق العنان لإمكانات كبيرة لمنطقة جنوب القوقاز من حيث التجارة والنقل وتدفقات الطاقة، مع خطط تشمل في نهاية المطاف خط سكة حديد، وخطوط أنابيب للنفط والغاز، وشبكات ألياف ضوئية.

الأهمية الاستراتيجية لـ”طريق ترامب”

لا يُعدّ إنشاء “طريق ترامب” مجرد لفتة رمزية، بل خطوةً لتعزيز التواصل بين أذربيجان وأرمينيا والمناطق المحيطة بها مع احترام سيادة أرمينيا. ومن المتوقع أن تُديره شركة خاصة، ومن المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن تشغيله الأسبوع المقبل.

يُنظر إلى هذا المشروع، الذي يُذكّر بصفقة المعادن التي توسط فيها ترامب مع أوكرانيا، على أنه مشروع تجاري يُرسي حضورًا أمريكيًا مستدامًا في المنطقة. ويُسلّط خبراء، مثل أصلي أيدينتاسباس من معهد بروكينغز، الضوء على كيف يُغيّر التدخل الأمريكي موازين القوى، مُقدّمًا واشنطن ليس فقط كوسيط، بل كلاعب تجاري رئيسي في المنطقة.

التداعيات على المنطقة وتراجع نفوذ روسيا

يُشير هذا الاتفاق إلى التزام أمريكي كبير تجاه جنوب القوقاز، ويُبرز تراجع نفوذ روسيا في المنطقة. لقد ضعف دور موسكو منذ هزيمة أرمينيا في حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020، ويُنظر إليها الآن بشكل متزايد على أنها منشغلة بالحرب الدائرة في أوكرانيا. ومن المحتمل أن يُكبح انضمام الولايات المتحدة إلى عملية السلام أي طموحات إقليمية أخرى لأذربيجان في جنوب أرمينيا، مما يُتيح دورًا جديدًا وهامًا في حفظ السلام.

وأكد إيلين سليمانوف، سفير أذربيجان لدى المملكة المتحدة، أن تحسين التواصل الإقليمي من شأنه أن يخلق فرصًا اقتصادية ويدفع عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان إلى الأمام، مما يدفع البلدين نحو اتفاق سلام تاريخي.

طريق طويل نحو السلام الكامل

في حين أن الاتفاق يُمثل خطوة كبيرة إلى الأمام، إلا أن الطريق إلى اتفاق سلام كامل لا يزال طويلًا. ولا تزال حكومة أذربيجان تضغط على أرمينيا لتعديل دستورها لإزالة الإشارات إلى ناغورنو كاراباخ، التي تعتبرها باكو مطالبة بالمنطقة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يطلب كلا البلدين حل مجموعة مينسك، وهي هيئة أُنشئت عام ١٩٩٢ للتوسط في نزاع ناغورنو كاراباخ، لكن أذربيجان تعتبرها الآن غير فعّالة.

طموحات ترامب وإعادة ضبط المنطقة

يُسهم انخراط ترامب في الاتفاق أيضًا في تحقيق طموحاته الدبلوماسية الأوسع، بما في ذلك رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام. يُبرز الاتفاق دوره في التوسط لإحلال السلام، على غرار جهوده في مناطق الصراع الأخرى. وقد لعب كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، دورًا محوريًا في هذه الجهود، حيث تواصلوا مع كل من أذربيجان وأرمينيا لدفع محادثات السلام قدمًا.

باختصار، يُمثل “مسار ترامب” تحولًا كبيرًا في الجغرافيا السياسية لجنوب القوقاز، إذ يضع الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في السلام والتجارة، ويُبرز في الوقت نفسه الديناميكيات المتغيرة في المنطقة مع تراجع نفوذ روسيا.

اقرأ أيضاً:

المستشار محمود فوزي: تحرير العلاقة بين المالك والمستأجر لا تعنى الطرد

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى