عربي وعالمي

قرار كامالا هاريس بعدم الترشح لحاكميه كاليفورنيا: استراحة محارب ام تمهيد للعودة في 2028؟

رغم انسحابها من السباق المحلي ، تظل هاريس في قلب المعادلة الرئاسيه المقبله

في خطوة أثارت تساؤلات أكثر مما قدّمت من إجابات، أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس أنها لن تترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، مفضلة – على ما يبدو – التفرغ لمرحلة انتقالية سياسية لا تخلو من الطموحات الوطنية، وعلى رأسها السباق الرئاسي المرتقب في 2028.

خيار الغياب… لا يعني الخروج

القرار، الذي وصفه مقربون منها بأنه نابع من “شعور داخلي” أكثر منه حسابات انتخابية مباشرة، أفسح المجال أمام سيل من التكهنات حول نوايا هاريس المستقبلية، خصوصًا أن توقيته يتزامن مع انشغال كبار الديمقراطيين فعليًا بالإعداد المبكر لحملة 2028، في مشهد بات يتجاوز كلاً من هاريس والرئيس السابق جو بايدن.

صورة مألوفة… وحضور ثقيل

هاريس، التي تُعدّ من أكثر الأسماء شهرة داخل الحزب الديمقراطي، تظل مرشحة محتملة ذات ثقل تمويلي وتنظيمي. لكن في الوقت نفسه، هي محمّلة بإرث حملة 2024 الفاشلة، حيث ورثت ترشيح الحزب بعد تدهور حالة بايدن الصحية، ولم تنجح في كسر الصورة الباهتة التي رسمتها تلك اللحظة.

انقسام في التقييم… وغياب الحسم

عدد من مساعديها والمقربين منها دعوا إلى عدم الإفراط في تفسير قرار عدم الترشح كمؤشر حتمي على نية الترشح للرئاسة. السيناتورة السابقة لافونزا باتلر، إحدى أوثق حليفات هاريس، قالت بوضوح إن “جميع الخيارات لا تزال مطروحة”، لكنها حذرت من إسقاط القرار المحلي على مشهد 2028 الرئاسي.

خصوم الأمس… شركاء الغد في المواجهة

إذا قررت هاريس خوض السباق، فإنها ستجد نفسها في مواجهة عدد من السياسيين الذين كانت قد فحصتهم سابقًا كمرشحين محتملين لمنصب نائبها، من بينهم حكام ولايات ديمقراطية بارزة مثل جوش شابيرو (بنسلفانيا)، أندي بشير (كنتاكي)، ويس مور (ماريلاند)، وتيم والز (مينيسوتا)، إلى جانب بيت بوتيجيج، وزير النقل السابق. وجميعهم يُنظر إليهم على أنهم نجوم جدد للحزب، ولا يُتوقع أن يتنازلوا لها عن السباق ببساطة.

ظل بايدن… وسؤال الولاء

أحد أبرز التحديات التي قد تواجه هاريس في أي حملة مستقبلية هو سجلها الكامل في دعم بايدن حتى الرمق الأخير، رغم تدهور حالته الصحية والسياسية. ففي مقابلة مع برنامج “ذا فيو”، قالت إنها لا تندم على شيء في حملته، وهو ما قد يضعها في مرمى الانتقادات لاحقًا في حال تحوّل السباق إلى محكمة سياسية لحصاد حقبة بايدن.

أدوات العودة: كتاب وجولات ومؤسسة جديدة

ورغم رغبتها المعلنة في “أخذ استراحة من المناصب الرسمية”، لا تنوي هاريس الغياب طويلًا. فهي تعمل على تأليف كتاب قد يُطرح ضمن صفقة نشر قريبة، ما يتيح لها العودة إلى الضوء بجولات ترويجية وإطلالات إعلامية. كما تعتزم تأسيس منظمة سياسية تتيح لها جمع التبرعات ودعم مرشحي الحزب، إلى جانب خططها للمشاركة النشطة في حملة الكونغرس التكميلية 2026.

حملة بدون ولاية؟

قرارها بعدم خوض انتخابات الحاكميّة يتركها، لأول مرة منذ عقدين، خارج أي منصب رسمي. وهو ما قد يُضعف حضورها السياسي على المدى القصير، لكنه – paradoxically – يمنحها حرية الحركة والإعداد، بعيدًا عن قيود ولاية تنفيذية.

هل تنجح في تجاوز شبح 2024؟

في النهاية، يظل التحدي الحقيقي الذي تواجهه هاريس هو إدارة إرثها السياسي، وفك الارتباط النفسي والعام بحملة 2024، التي يرى كثيرون أنها كانت لحظة ضياع لا انتصار. وإذا كانت 2028 بالفعل في حساباتها، فإنها ستكون مطالبة بإعادة تعريف نفسها كرمز جديد، وليس امتدادًا لما سبق.

اقرا ايضا

من قلب العائله خرج… الرعب القبض علي والده سفاح التجمع يفتح باب الاسئله الصادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى