مايك جونسون يقترب من انتصار تشريعي تاريخي في “الميغابيل” رغم العواصف السياسية
ضغوط مكثفة وصفقات في كواليس الكونغرس لتمرير مشروع قانون ضخم قبيل الرابع من يوليو.

في جلسة برلمانية استثنائية امتدت حتى ساعات الفجر الأولى، تمكن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون من الاقتراب من تمرير مشروع القانون الضخم المعروف بـ“الميغابيل”، بعد جهود مضنية للتغلب على التمرد الداخلي من الجناح اليميني المتشدد في الحزب الجمهوري. وفي الساعة 3:30 صباحاً، انطلق التصويت الإجرائي وسط أجواء سياسية مشحونة، بينما سعى الجمهوريون لحشد الأصوات اللازمة لتمرير المشروع الذي يُنظر إليه كهدية سياسية كبيرة للرئيس السابق دونالد ترامب قبيل احتفالات عيد الاستقلال.
كواليس ضاغطة: استرضاء المتمردين بصلوات ووعود
شهدت الساعات الحرجة من التصويت نقاشات مكثفة استمرت قرابة ست ساعات، حيث قاد جونسون وزعيم الأغلبية ستيف سكاليز حملة ضغوط شملت الحوار العاطفي والمجاملات وحتى الصلاة مع بعض النواب المترددين داخل تجمّع الحرية اليميني. ووفق مصادر مطلعة، تحولت هذه اللقاءات إلى ما يشبه “جلسات فضفضة سياسية”، حيث حاول القادة الجمهوريون تفكيك الاعتراضات وتقديم تطمينات للمعارضين.
ورغم هذه الجهود، بقي النائب برايان فيتزباتريك الصوت الجمهوري الوحيد المعارض، في خطوة اعتُبرت رمزية لكنها غير مؤثرة على المسار التشريعي للمشروع.
ترامب يدخل على الخط: تغريدات نارية وضغط رقمي
في واحدة من لحظات التصعيد، تدخّل الرئيس السابق دونالد ترامب مباشرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مغرداً بكلمة واحدة: “RIDICULOUS!!!”
وُصفت التغريدة بأنها تحذير علني للنواب المعارضين، ودفعة ضغط إضافية لحشد الدعم المطلوب. وإلى جانب ترامب، شارك مستشاروه جيسون ميلر وكريس لاكيفيتا في حملة رقمية استهدفت النواب الجمهوريين المترددين عبر التغريدات والرسائل المباشرة، ما أضاف بعداً دعائياً لحشد الأصوات.
معارضة ديمقراطية بطولية: خطاب جيفريز “الثلاث ساعات”
على الجهة الأخرى من القاعة، ألقى زعيم الديمقراطيين حكيم جيفريز خطاباً مطولاً استمر أكثر من ثلاث ساعات، مستفيداً من ما يُعرف بـ“الدقيقة السحرية” التي تتيح لزعماء المجلس الحديث دون سقف زمني. وقرأ جيفريز عشرات الرسائل من مواطنين أمريكيين، مسلطاً الضوء على معاناتهم مع برامج الرعاية الصحية مثل ميديكيد، ومتهماً الجمهوريين بمحاولة تقويض حقوقهم.
وقال جيفريز في خطابه العاطفي: “نحن لا نتحدث فقط عن بنود ميزانية، بل عن حياة وموت ملايين الأمريكيين. وهذا المشروع الجمهوري القبيح يضع هدفاً على ظهور الضعفاء.”
لا تعديلات… ولا تراجع
أكد زعيم الأغلبية ستيف سكاليز أن المشروع لن يُعاد فتحه لأي تعديلات، رغم ضغوط بعض الأعضاء لإعادة النقاش. وقال إن البيت الأبيض أشار بوضوح إلى أن المشروع مغلق، وأن أي وعود تشريعية مستقبلية لن تُطرح إلا بعد تمريره.
“الطريق واضح: لا تعديلات، ولا عودة للوراء”، أكد سكاليز، ما حسم الجدل حول إمكانية تعديل محتوى القانون.
تغييرات في لجان الكونغرس: تحركات مبكرة على المناصب
بالتوازي مع الحراك التشريعي، بدأ الجمهوريون ترتيب صفوفهم داخل اللجان، حيث أُعلن عن تعيين النائب مورغان غريفيث رئيساً للجنة الصحة في مجلس الطاقة والتجارة، فيما دخل كارلوس خيمينيز سباق رئاسة لجنة الأمن الداخلي بعد تقاعد النائب مارك غرين.
قراءة تحليلية: اختبار سياسي مزدوج للجمهوريين
يمثل هذا المشروع لحظة حاسمة للحزب الجمهوري، فهو من جهة يختبر قدرتهم على تجاوز الانقسامات الداخلية وتوحيد صفوفهم خلف توجهات ترامب، ومن جهة أخرى يشكل ركيزة مهمة في خطتهم الانتخابية المقبلة.
أما الديمقراطيون، وعلى الرغم من إدراكهم عدم قدرتهم على إسقاط المشروع، فإنهم يسعون إلى تسجيل مواقف رمزية من خلال الخطابات والقصص الإنسانية، سعياً لكسب معركة الرأي العام في الشهور المقبلة.