تقارير التسلح

الحدود الكورية تشهد توترًا جديدًا واتهامات متبادلة

في تطور يعكس هشاشة الوضع الأمني على الحدود الكورية، اتهمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بارتكاب “استفزاز متعمد” بعد أن أطلق الجيش الكوري الجنوبي طلقات تحذيرية تجاه مجموعة من الجنود الشماليين الذين اجتازوا الحدود الفاصلة لفترة وجيزة.

أكدت سيول أن ما جرى كان خطوة دفاعية وضرورية لضبط الحدود، بينما اعتبرت بيونغ يانغ أن الواقعة دليل على “عدوانية” جارتها الجنوبية.

وتزامن ذلك مع محاولات الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ فتح صفحة مختلفة مع الشمال بالدعوة إلى بناء “ثقة عسكرية”.

لكن التطورات الأخيرة توحي بمرحلة أكثر تعقيدًا مع استمرار المناورات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن، وتصعيد الخطاب النووي من جانب بيونغ يانغ.

تفاصيل الحادث عند خط الترسيم

قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن مجموعة من الجنود الشماليين عبروا خط الترسيم العسكري الثلاثاء الماضي خلال قيامهم بأعمال في المنطقة المنزوعة السلاح.

وأوضحت أن قوات الجنوب ردت بإطلاق طلقات تحذيرية دفعت الجنود الشماليين إلى التراجع سريعًا شمالًا دون وقوع إصابات.

رد الشمال ووصفه للاستفزاز

من جانبها، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ أن ما حدث يمثل “استفزازًا متعمدًا ومخططًا”، مشيرة إلى أن القوات الجنوبية أطلقت أكثر من عشر طلقات رشاش باتجاه الجنود.

وحذّر الجنرال كو جونغ تشول من أن هذه الواقعة قد تكون “مقدمة خطيرة” يمكن أن تدفع الأوضاع على الحدود إلى مرحلة خارجة عن السيطرة.

هدف “إغلاق الحدود” الدائم

كوريا الشمالية أوضحت أن جنودها كانوا يعملون على تنفيذ مشروع “إغلاق دائم” للحدود الكورية، وهو هدف سبق أن أعلنت عنه منذ أكتوبر الماضي حين قامت بتفجير طرق وسكك حديدية غير مستخدمة لكنها تحمل رمزية تاريخية لروابط بين الشمال والجنوب.

سجل الاشتباكات السابقة

ليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة حوادث مماثلة؛ ففي أبريل الماضي أطلقت قوات الجنوب طلقات تحذيرية على جنود شماليين تجاوزوا خط الفصل العسكري.

هذه الوقائع المتكررة تؤكد الطبيعة المتوترة للعلاقات رغم محاولات التهدئة المتقطعة.

سياسة الرئيس الكوري الجنوبي الجديد

الرئيس لي جاي ميونغ، الذي انتخب في يونيو، أعلن التزامه بنهج أكثر انفتاحًا مع الشمال، مؤكداً أن حكومته ستسعى لاتخاذ “خطوات ثابتة لإعادة بناء الثقة وتقليل التوترات”.

غير أن الحوادث المتتالية عند الحدود الكورية تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرته على تنفيذ هذه الاستراتيجية.

المناورات العسكرية وتصعيد المواقف

بالتزامن مع هذه التطورات، بدأت سيول وواشنطن مناوراتهما السنوية التي تصفها كوريا الشمالية بأنها “بروفة لغزو محتمل”.

بينما شدد الرئيس لي على أنها دفاعية بحتة، اعتبرتها بيونغ يانغ مبررًا لتعزيز قدراتها العسكرية، وهو ما يزيد من احتمالات التصعيد.

خطاب كيم جونغ أون النووي

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دعا خلال هذا الأسبوع إلى “توسيع سريع” لترسانة بلاده النووية، محذرًا من أن المناورات الأمريكية-الكورية الجنوبية قد تشعل حربًا جديدة في شبه الجزيرة. هذا التصعيد النووي يضيف بعدًا أكثر خطورة للمشهد الراهن.

موقف قيادة الشمال من الحوار

شقيقة الزعيم كيم يو جونغ تبنت موقفًا أكثر حدة، إذ صرحت بأن سيول “لا يمكن أن تكون شريكًا دبلوماسيًا”، مؤكدة أن الرئيس لي “ليس بالشخص القادر على تغيير مجرى التاريخ”.

هذا التصريح يعكس تصلبًا إضافيًا في سياسة بيونغ يانغ، ويجعل فرص التقارب محدودة للغاية.

اقرا ايضا: كوريا الشمالية والحرب في أوكرانيا: بين التحالف العسكري والدعاية السياسية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى