تقارير التسلح

الصين تُعزز نفوذها العسكري والاقتصادي في الشرق الأوسط: تحولات استراتيجية متسارعة

شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تحولات ملفتة في نفوذ القوى الكبرى، حيث تزايد الدور الصيني في الشرق الأوسط على الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية. من تحركات الطائرات العسكرية في مصر، ودعم إيران بمنظومات دفاع صاروخي متقدمة، إلى شراكات استراتيجية مع مصر والسعودية، يبدو أن بكين تعمل على توسيع نفوذها في المنطقة لمواجهة النفوذ الأمريكي واستغلال الفرص المتاحة.

 

الوجود العسكري الصيني في مصر

رصدت إسرائيل مؤخرًا طائرة نقل عسكرية صينية من نوع Y-20 في الصحراء الغربية المصرية، تلتها رحلات تدريبية ومناورات قرب الإسكندرية، مصحوبة بطائرات رافال لم يتم رصدها مسبقًا. هذا التواجد أثار تساؤلات حول أهداف بكين العسكرية في مصر ومصادر تمركزها الغربي، ما يعكس تحولًا في النهج الصيني مقارنة بالفترة السابقة التي كان فيها الاعتماد الأكبر على العلاقات الاقتصادية.

 

التوسع العسكري والاقتصادي في السعودية وإيران

أظهرت تقارير المخابرات الأمريكية وجود مصنع صيني تابع لشركة سواريك في السعودية، في خطوة تعكس مراقبة واشنطن للجانب السعودي. في المقابل، تستمر الصين في دعم إيران، من خلال إعادة بناء منظومات الدفاع الجوي وتعزيز القدرات الصاروخية، ما يطرح علامات استفهام حول أهداف بكين في دعم القوى الإقليمية المتنوعة في آن واحد.

 

تحليلات الخبراء: مواجهة النفوذ الأمريكي واستغلال الفرص

أكد الكاتب الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ستيفن كوك أن بكين تسعى لتوسيع نفوذها ليس فقط من منظور تجاري، بل أيضًا اقتصادي وسياسي وعسكري، مستفيدةً من ضعف الدور الأمريكي في بعض الأزمات الإقليمية. فالصين استغلت النزاعات، مثل تصرفات إسرائيل في فلسطين، لتعزيز علاقاتها مع مصر والسعودية، ودعم النظام الإيراني بما في ذلك النفط، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من احتياجاتها الاستراتيجية.

 

دعم عسكري متزايد لإيران وحلفائها

لم تقتصر بكين على الجانب الاقتصادي، بل زوّدت إيران بمنظومات صاروخية حديثة، ما ساعدها على تطوير صواريخ قادرة على اختراق الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية. كما تم رصد دعم صيني للحوثيين وحزب الله، عبر شحنات وقود صيني للصواريخ، فضلاً عن قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي لمراقبة البحرية الأمريكية، في مؤشر واضح على التوسع الاستراتيجي الصيني.

 

التحول الصيني في مصر

في مصر، برزت المساهمة الصينية عبر تقديم منظومات دفاع جوي متقدمة وطائرات شحن، مما يعكس تحولًا كبيرًا في سياسة بكين مقارنة بالفترة السوفيتية، التي اعتمدت على التواجد العسكري المباشر لمراقبة القوى الأخرى. اليوم، تركز الصين على تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي، وتأمين مصالحها النفطية على المدى الطويل، وتوسيع مشاريع البنية التحتية مثل الموانئ والسكك الحديدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى