يشهد مضيق تايوان مرة أخرى تصعيدًا عسكريًا ودبلوماسيًا بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن قواتها البحرية تابعت سفنًا أسترالية وكندية أثناء عبورهما المضيق، متهمة الدولتين بـ”إثارة المتاعب وإرسال إشارات خاطئة”.
الواقعة تعكس تزايد حدة المواجهة بين بكين من جهة، والدول الغربية وحلفائها من جهة أخرى، حول حرية الملاحة في هذا الممر البحري الاستراتيجي الذي يعتبره الغرب “ممرًا مائيًا دوليًا”، فيما تصر الصين على اعتباره جزءًا من مياهها الإقليمية.
الصين تتهم وتتوعد
قيادة المسرح الشرقي في جيش التحرير الشعبي الصيني وصفت عبور المدمرة الأسترالية “بريزبن” والفرقاطة الكندية “فيل دو كيبيك” بأنه “عمل استفزازي”، محذرة من أن مثل هذه التحركات “تزيد من المخاطر الأمنية في المنطقة”.
رد أسترالي: حرية الملاحة حق مشروع
وزارة الدفاع الأسترالية أكدت أن عبور HMAS Brisbane جاء ضمن عملية انتشار إقليمي لمدة أربعة أشهر، مشددة على أن سفنها ستواصل ممارسة حرية الملاحة وفقًا للقانون الدولي وبالأخص اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
كندا: وجود لتعزيز الاستقرار
وزارة الدفاع الكندية أوضحت أن Ville de Quebec تعمل ضمن عملية هورايزون الهادفة إلى تعزيز السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وكانت السفينة قد شاركت قبل أيام في مناورات للملاحة الحرة داخل المنطقة الاقتصادية للفلبين.
تايوان تراقب الموقف
وزارة الدفاع التايوانية أكدت أنها تتابع عن كثب النشاط في المضيق، وأنها تنشر قوات جوية وبحرية “مناسبة” لضمان الاستقرار والأمن في الممر البحري الذي يفصلها عن الصين القارية.
الصراع على تعريف المضيق
بينما ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها – مثل بريطانيا وفرنسا وكندا – أن مضيق تايوان ممر مائي دولي تُمارس فيه حرية العبور شهريًا، ترفض الصين هذا التوصيف وتصر على أنه يقع ضمن مياهها الإقليمية. من جانبها، ترفض تايوان بدورها ادعاءات بكين وتعتبر المضيق ممرًا دوليًا.
ضغط صيني متصاعد
على مدى السنوات الخمس الماضية، كثفت الصين ضغوطها العسكرية على تايوان عبر تدريبات بحرية وجوية واسعة النطاق في محيط الجزيرة، في وقت تتزايد فيه تحركات الحلفاء الغربيين لإظهار الدعم لمبدأ حرية الملاحة ولمكانة تايوان على الساحة الدولية.
اقرا ايضا
استقالة رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا: انتخابات كارثية تهز المشهد السياسي
