أكبر هجوم جوي روسي في الحرب يشعل حريقًا في مبنى الحكومة الأوكرانية

أطلقت روسيا أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بداية الحرب، مستهدفة لأول مرة مبنى حكومي رئيسي في كييف. الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم رضيع وطفل حديث الولادة، وإصابة 18 شخصًا على الأقل. شمل القصف عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ، وأدى إلى اندلاع حرائق في مبانٍ متعددة بالعاصمة. كما سُجلت انفجارات في مدن أوديسا وخاركيف ودنيبرو وزابوريجيا وكريفي ري، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة تأهب جوي وطنية. هذا الهجوم يمثل تصعيدًا غير مسبوق ضد المراكز الحكومية والمدنية في كييف.
تفاصيل الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة
أكدت القوات الجوية الأوكرانية أن موسكو أطلقت 805 طائرات مسيرة هجومية، بالإضافة إلى تسعة صواريخ كروز من طراز إسكاندر-ك وأربعة صواريخ باليستية إسكاندر-إم. واعترضت القوات الأوكرانية أربعة صواريخ كروز و747 طائرة مسيرة. اندلع حريق في مبنى مجلس الوزراء، دون تحديد ما إذا كان بسبب سقوط شظايا أم هجوم مباشر. لم تستهدف روسيا المباني الحكومية في وسط كييف من قبل، ما يوضح تصعيدًا جديدًا. وقد أدى الهجوم إلى تدمير أجزاء من الطوابق العليا والسقف، ما يشير إلى خطورة الهجمات الروسية على المرافق الحيوية في العاصمة.
خسائر بشرية ومناشدات دولية
أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفييريدينكو أن المبنى الحكومي تضرر للمرة الأولى نتيجة هجوم عدائي، مؤكدة أن الأرواح المفقودة لا يمكن استعادتها، بينما ستتم ترميم المباني لاحقًا. ودعت المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط على روسيا، خصوصًا من خلال عقوبات على النفط والغاز. الرئيس زيلينسكي أشار إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية مع فرنسا لضمان رد مناسب، فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني الهجمات بـ«الجبانة»، مؤكداً أن الرئيس الروسي بوتين لا يأخذ السلام على محمل الجد، ما يعكس خطورة تصعيد موسكو في استهداف المدنيين والمباني الحيوية.

تفاصيل ضحايا الهجوم
أكد عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، مقتل رضيع وامرأة شابة في الهجمات، فيما كانت امرأة حامل من بين المصابين الخمسة الذين نقلوا للمستشفى. لاحقًا، تبيّن أن أمًا وطفلها قُتلا بعد موجة ضغط ناجمة عن انفجار طائرة مسيرة، وكان عمر الرضيع ثلاثة أشهر. كما توفيت امرأة مسنة في ملجأ للقصف. السكان خرجوا لمتابعة جهود الإطفاء والبحث عن الضحايا باستخدام كاميرات حرارية، وسط سقوط كميات كبيرة من الحطام والزجاج والمصاريع. هذه الخسائر البشرية تؤكد تصاعد خطورة الهجمات الروسية وتأثيرها المباشر على المدنيين.
أضرار واسعة في المباني السكنية
في حي سفياتوشينسكي الغربي، دُمّرت عدة طوابق جزئيًا من مبنى سكني مكون من تسعة طوابق، بينما اندلع حريق في مبنى سكني مكون من 16 طابقًا نتيجة سقوط حطام الطائرات المسيرة على المباني. أظهرت الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود طوابق مدمرة وواجهات منهارة. رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة أكد أن روسيا تضرب الأهداف المدنية عمدًا وبوعي كامل، ما يزيد من صعوبة حماية المدنيين. هذه الأضرار تعكس حجم التدمير الذي تسببه الهجمات على البنية التحتية السكنية، وتوضح الحاجة الملحة لتأمين المباني الحيوية.

انفجارات في مناطق أخرى وتأثيرات على البنية التحتية
شهدت مدينة كريمينتشوك عشرات الانفجارات، ما أدى لانقطاع الكهرباء في بعض المناطق، بينما استهدفت الضربات الروسية كريفي ري على البنى التحتية ووسائل النقل دون تسجيل إصابات. وفي أوديسا الجنوبية تضررت المباني السكنية والبنى التحتية، واندلعت حرائق في عدة عمارات. في زابوريجيا أُصيب 15 شخصًا على الأقل وتم نقل بعضهم إلى المستشفى. كما أصيب طفل في منطقة سومي، وقتل شخص آخر. هذه الهجمات المتفرقة تؤكد أن روسيا توسع نطاق هجماتها الجوية على مختلف المدن الأوكرانية، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
ردود الفعل والمراقبة الجوية
لم تعلق موسكو فورًا على الهجوم، بينما تستمر أوكرانيا في التأكيد على استهداف المدنيين. غرب أوكرانيا عزز وجود قواته الجوية، فيما نشرت بولندا طائراتها وطائرات حلفائها لضمان الأمن الجوي. أنظمة الدفاع الجوي والرادارات الأرضية وُضعت في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي هجوم محتمل. هذه الإجراءات تعكس استعداد الدول المجاورة والأوكرانية لمواجهة أي تهديد جوي، مع الحفاظ على مراقبة دقيقة للأوضاع، وتؤكد أهمية التنسيق الدولي للحفاظ على سلامة المدنيين ومواجهة التصعيد الروسي بشكل فعال.
اقرأ أيضاً
لحماية مقاتلاتها الجديدة.. تايوان تبني ملاجئ لمواجهة الصين
تكثيف الضغط الدولي لمواجهة التصعيد الروسي
يشير هذا الهجوم إلى تصعيد واضح في الحرب واستهداف روسيا لمباني حكومية ومدنية، مما يزيد من المخاطر على المدنيين. المجتمع الدولي مدعو لتكثيف الضغوط عبر العقوبات والدبلوماسية، خصوصًا على النفط والغاز الروسي. أوكرانيا تظل في حالة تأهب قصوى لمواجهة الهجمات الجوية، بينما يراقب العالم الوضع عن كثب لتقييم الرد المناسب. هذا التصعيد يؤكد أن الردود الدولية ستكون حاسمة للحفاظ على الأرواح والبنية التحتية الحيوية، وضرورة تعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي مع أوكرانيا لضمان حماية المدنيين.