يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيد النظر في استراتيجياتها تجاه الحرب المستمرة في أوكرانيا، مع عدم ظهور مؤشرات على قرب انتهائها. وفق وكالة “أسوشيتد برس”، يسعى ترامب إلى دراسة مجموعة من الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية للضغط على روسيا لوقف العمليات العسكرية. وتشمل هذه الجهود عقد اجتماعات مع مسؤولين أوروبيين لمناقشة فرض عقوبات جديدة، إضافة إلى متابعة التدابير المتعلقة بالطاقة والتجارة والخدمات المالية.
ويأتي ذلك في ظل إحباط ترامب من فشل محاولاته السابقة لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجلوس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات مباشرة، رغم عقد قمة في ألاسكا. وفي الوقت ذاته، تتواصل المفاوضات الأوروبية المستقلة حول نشر قوة حفظ سلام محتملة في أوكرانيا، وسط تحذيرات موسكو من اعتبار أي قوات أجنبية أهدافًا مشروعة إذا تم نشرها.
الضغط على روسيا: اجتماعات أمريكية – أوروبية
يخطط فريق من المسؤولين الأوروبيين، بقيادة المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لشؤون العقوبات ديفيد أوسوليفان، لزيارة وزارة الخزانة الأمريكية لمناقشة أشكال الضغط الاقتصادي على روسيا. وسيبحث الاجتماع فرض عقوبات جديدة إضافة إلى تدابير متعلقة بالطاقة والخدمات المالية والتجارة.
وسبق ذلك تواصل بين وزير الخزانة سكوت بيسنت ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ضمن متابعة محادثة نائب الرئيس الأمريكي مع المسؤولة الأوروبية. وتعكس هذه التحركات رغبة ترامب في تنسيق استراتيجية مشتركة مع الاتحاد الأوروبي للضغط على الكرملين، في ظل استمرار الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
إحباط ترامب وفشل محاولات إنهاء الحرب
تزايد إحباط الرئيس الأمريكي من عجزه عن إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، رغم عقد قمة مع بوتين الشهر الماضي في ألاسكا. حاول ترامب إقناع الزعيم الروسي بالجلوس مع زيلينسكي لإجراء محادثات مباشرة، لكنها باءت بالفشل. وانتهى الموعد النهائي الذي حدده ترامب في أغسطس للكرملين دون تحقيق أي نتائج. وصرح الرئيس الأمريكي بأن أي خطوة روسية ستكون محل تقييم دقيق، مؤكدًا أن رد الولايات المتحدة سيكون حازمًا إذا لم تتوافق التصرفات الروسية مع مصالح واشنطن وحلفائها.
الضغط الاقتصادي: دعوات لوقف شراء النفط الروسي
في خطوة لتعزيز الضغط على موسكو، دعا ترامب القادة الأوروبيين إلى التوقف عن شراء النفط الروسي، مؤكدًا أن روسيا جنت نحو 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود للاتحاد الأوروبي خلال عام واحد. ويأتي هذا التحرك ضمن خطة ترامب للحد من تمويل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإجبار الكرملين على التفاوض. وتعكس هذه الدعوات سعي الإدارة الأمريكية لاستخدام القوة الاقتصادية كأداة ضغط استراتيجية، بالتوازي مع جهود دبلوماسية وسياسية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
التحركات الأوروبية ورد موسكو
واصل القادة الأوروبيون اجتماعاتهم بشكل مستقل، وناقشوا إمكانية نشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا، وهو ما اعتبرته موسكو “غير مقبول”. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أي قوات أجنبية تُنشر داخل أوكرانيا ستعتبر أهدافًا مشروعة، مشددًا على رفض أي تدخل خارجي في النزاع. وتعكس هذه التصريحات التصعيد المستمر بين الطرفين، والتحديات التي تواجه المبادرات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية لإنهاء النزاع العسكري في المنطقة.
اقرأ أيضاً
مادورو يلوّح بالكفاح المسلح في مواجهة أي هجوم أمريكي
التحديات المستقبلية للحرب في أوكرانيا
يبقى مستقبل الحرب في أوكرانيا غير واضح، وسط تعقيدات التصعيد الروسي ومحاولات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي الأمريكي والأوروبي. جهود ترامب لفرض عقوبات جديدة وإقناع روسيا بالتفاوض تعكس سعي واشنطن لتحقيق حل سريع، بينما تواصل أوروبا مناوراتها المستقلة لتعزيز النفوذ وحماية مصالحها.
في المقابل، تحذر موسكو من أي تدخل خارجي، مؤكدة استعدادها للرد على أي خطوات تعتبرها تهديدًا. هذا المشهد المعقد يشير إلى استمرار الحرب، مع احتمالية تصعيد الأزمات الاقتصادية والسياسية في المنطقة، ما يجعل من الصعب توقع نهايتها في المدى القريب.
