وزير الخارجية المصري: غطرسة القوة لن تحقق لإسرائيل الأمن والاستقرار

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبدالعاطي أن القاهرة تبذل جهودًا حثيثة على الصعيد الدبلوماسي لاحتواء التوتر في المنطقة. وأوضح أن هناك اتصالات مباشرة ومستمرة مع طهران وواشنطن والترويكا الأوروبية، إلى جانب وكالة الطاقة الذرية، لمتابعة الملف النووي الإيراني. وبيّن أن هذه الجهود تهدف إلى استئناف التعاون بين إيران ووكالة الطاقة الذرية، ومنع أي تصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي. وأضاف أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوجه يوميًا بضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدبلوماسية للحفاظ على التوازن وإعادة الهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط.
اتفاق القاهرة مع إيران والوكالة الدولية
كشف وزير الخارجية المصري أن الاتفاق الذي أُبرم في القاهرة بين إيران ووكالة الطاقة الذرية لاستئناف التعاون جاء برعاية مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكد أن هذا الاتفاق يشكل مرحلة جديدة في العلاقات ويُسهم في بناء الثقة المتبادلة، ويؤسس لآلية واضحة لتجنب أي تصعيد محتمل. وأضاف أن مصر ستعمل بكل إمكاناتها لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل فعّال، بما يعزز الأمن الإقليمي ويمنع الانزلاق نحو أزمات جديدة. وأوضح أن القاهرة ترى أن هذه الخطوة يمكن أن تفتح الباب أمام تعاون أوسع يعزز التنمية والاستقرار.
دعوة للتهدئة والتنمية
وأشار عبدالعاطي إلى أن المنطقة تمر بظروف حرجة تتطلب تهدئة الأوضاع وخفض مستوى التوتر بين الأطراف المختلفة. وأوضح أن القاهرة تؤمن بأهمية إعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، بدلًا من الانشغال بالصراعات السياسية والعسكرية التي تستنزف الموارد وتعرقل الاستقرار. وأكد أن مصر تواصل دورها كوسيط مسؤول يسعى لحماية مصالح المنطقة وحفظ الأمن القومي العربي، مع التركيز على الحوار والتفاهم كسبيل رئيسي لتجاوز الأزمات القائمة.
إدانة العدوان الإسرائيلي على قطر
وفي سياق متصل، عبّر وزير الخارجية المصري عن إدانة بلاده الشديدة للعدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر. وأكد أن مصر تتضامن مع قطر في هذا الظرف الحساس، مشيرًا إلى أن ما قامت به إسرائيل يعكس تجاوزًا خطيرًا وغير مقبول للقوانين والأعراف الدولية. وشدد عبدالعاطي على أن أمن قطر يُعد جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي، وأن أي مساس به يمس الأمن المصري أيضًا. وأضاف أن السياسة الإسرائيلية القائمة على العدوان ورفض السلام لن تحقق لها الأمن والاستقرار مهما اعتمدت على غطرسة القوة.
اقرأ أيضاً
الهجوم الإسرائيلي على قطر.. أزمة جديدة لمصداقية ترامب
رؤية مصر لمستقبل المنطقة
أكد وزير الخارجية أن مستقبل الشرق الأوسط يتوقف على قدرة دوله على تجاوز سياسات القوة والانتقال إلى خيارات السلام والتعاون. وأوضح أن مصر ترى أن الحل يكمن في دعم التنمية، وبناء الشراكات الإقليمية، واحترام السيادة الوطنية للدول. وأضاف أن الاعتماد على العنف والاعتداءات لن يحقق إلا المزيد من الاضطرابات، بينما يظل الحوار هو الطريق الأوحد لتحقيق الاستقرار. وأكد أن القاهرة ستواصل لعب دورها المحوري في دفع المنطقة نحو مسار أكثر أمانًا وعدلًا، بما يضمن مصالح شعوبها ويعزز استقرارها الاستراتيجي.