بولندا تدفع نحو اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد توغل الطائرات الروسية

تشهد أوروبا تصعيدًا جديدًا في الصراع مع روسيا، بعدما أعلنت بولندا أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعًا طارئًا على خلفية توغل عشرات الطائرات المسيرة الروسية داخل أجوائها في سابقة اعتبرتها وارسو “هجومًا متعمدًا ومنسقًا” ضد عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
اتهامات مباشرة من وارسو وحلفائها
وزير الخارجية البولندي رادوسواف سيكورسكي أكد أن بلاده لا تشك في أن الاختراق كان مقصودًا، لافتًا إلى “19 انتهاكًا للأجواء الوطنية على مدار سبع ساعات متواصلة”. وفي بيان مشترك مع نظيريه الأوكراني والليتواني، وُصف الحادث بأنه “استفزاز غير مسبوق”.
حذر من قيادة الناتو
مع ذلك، أبدى أليكسوس غرينكيفيتش، القائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا، تحفظًا بشأن الرواية البولندية، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن الجزم بعدد الطائرات أو النوايا الروسية بدقة”، وهو ما يعكس ترددًا في تبني الموقف البولندي بالكامل.
موقف غامض من ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اكتفى بتعليق مبهم على منصته الاجتماعية قائلاً: “ها نحن ذا!”، من دون إدانة واضحة لموسكو. أما السفير الأمريكي لدى الناتو فطمأن وارسو مؤكدًا: “سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو”. هذا التباين في الخطاب الأمريكي يعكس حجم القلق الأوروبي من اختبار روسيا لوحدة الحلف تحت قيادة ترامب.
تصعيد بولندي واستعدادات عسكرية
الرئيس البولندي كارول ناوروكي ورئيس الوزراء دونالد تاسك زارا قواعد جوية لطمأنة القوات، وأعلنا تسريع برامج التحديث العسكري، بما في ذلك استلام أولى طائرات F-35 الأمريكية في مايو المقبل. كما قررت وارسو إغلاق المجال الجوي المدني شرق البلاد حتى 9 ديسمبر كإجراء احترازي.
أبعاد إقليمية خطيرة
السلطات البولندية قالت إن بعض الطائرات المسيرة دخلت أجواءها من بيلاروسيا، حيث تستعد القوات الروسية والبيلاروسية لمناورات عسكرية كبرى. الأمر يثير مخاوف من اتساع رقعة المواجهة، خاصة مع استمرار الضربات الجوية الروسية شبه اليومية ضد أوكرانيا.
ردود فعل أوروبية
الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب وصل إلى كييف في زيارة تهدف لتعزيز الدعم الأوروبي لأوكرانيا، ولعب دور الوسيط لإبقاء ترامب ضمن جبهة الدعم. بينما حذر رئيس الوزراء البولندي تاسك من أن بلاده “أقرب إلى مواجهة عسكرية لم تعرف مثلها منذ الحرب العالمية الثانية”.
الناتو تحت اختبار روسي قوي
الحادثة تمثل اختبارًا جديدًا لصلابة الناتو في مواجهة الاستفزازات الروسية، وتضع أوروبا أمام معضلة مزدوجة: تهديد عسكري متصاعد من موسكو، وغموض سياسي في واشنطن حول مدى الالتزام بالدفاع الجماعي. في ظل هذه الظروف، يبدو أن القارة تقترب من لحظة فارقة قد تعيد رسم خريطة الأمن الأوروبي لعقود مقبلة.