تقارير التسلح

بكين تهاجم خطط طوكيو الصاروخية.. اتهامات بإحياء “النزعة العسكرية” اليابانية

أثارت الخطط اليابانية الأخيرة لتحديث قدراتها الصاروخية مخاوف شديدة في بكين، التي اعتبرت المشروع العسكري تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي واستفزازًا يعيد إلى الأذهان ماضي اليابان العسكري خلال النصف الأول من القرن العشرين. جاء ذلك في ظل إعلان وزارة الدفاع اليابانية عن نيتها نشر النسخة المطورة من صواريخ Type 12 المضادة للسفن في جزيرة كيوشو بحلول عام 2026.

أثارت الخطط اليابانية الأخيرة لتحديث قدراتها الصاروخية مخاوف شديدة في بكين

بحسب التقارير الإعلامية اليابانية، فإن النسخة الجديدة من الصواريخ ستتمتع بمدى أطول يُمكّنها من الوصول إلى مساحات من السواحل الصينية، ما يعزز من قدراتها الهجومية بعيدًا عن وظيفتها الأصلية في الدفاع الساحلي. هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع رفع اليابان ميزانيتها الدفاعية إلى 8.85 تريليون ين (حوالي 60 مليار دولار أمريكي) في موازنة عام 2026، في أعلى مستوى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

رد صيني غاضب وتحذيرات من سباق تسلح

الصين لم تتأخر في الرد. فقد وصف العقيد جيانغ بين، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، الخطوة اليابانية بأنها “توسع عسكري مقلق”، محذرًا من أنها لا تتماشى مع السياسة الدفاعية المعلنة لليابان، بل تُعدّ “خروجًا خطيرًا عن مبدأ الدفاع الذاتي الحصري” الذي لطالما تبنّته طوكيو منذ عقود.

جيانغ أضاف أن “هذه السياسات تثير قلقًا عميقًا لدى شعوب العالم المحبة للسلام”، ودعا اليابان إلى “التفكر بصدق في تاريخها العدواني واحترام المخاوف الأمنية لجيرانها الآسيويين”

إحياء الذكريات التاريخية في الخطاب الصيني

ما يلفت في الخطاب الصيني هو استدعاؤه للذاكرة التاريخية. فقد ربط العقيد جيانغ المشروع الصاروخي الياباني بـ”النزعة العسكرية للإمبراطورية اليابانية” خلال الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن التصعيد يتزامن مع الذكرى الثمانين لانتصار الصين في “حرب المقاومة ضد العدوان الياباني”، ما يوحي بمحاولة بكين تعبئة الرأي العام الإقليمي والدولي ضد التوجهات اليابانية الجديدة.

مخاوف من سباق تسلح جديد في شرق آسيا

في ظل تصاعد التوترات البحرية في بحر الصين الشرقي، وخاصة حول الجزر المتنازع عليها مثل سينكاكو/دياويو، تنظر بكين إلى هذه الخطوة كجزء من تصعيد استراتيجي قد يؤدي إلى سباق تسلح إقليمي. الصواريخ المطورة لم تعد مجرد أدوات ردع، بل تتحول إلى وسيلة يمكن استخدامها بشكل استباقي، الأمر الذي يثير تساؤلات حول نوايا طوكيو في المستقبل القريب.

محللون: توتر متزايد وخطر مواجهة غير مباشرة

يرى محللون أن رد بكين لا يقتصر على التحذير العسكري، بل يشكّل أيضًا محاولة للتأثير في الرأي العام العالمي لمنع اليابان من تنفيذ خططها الصاروخية كاملة. ومع اتساع الهوة بين الخطاب السياسي في بكين وطوكيو، وتزايد التنافس في بحر الصين الشرقي، قد تزداد احتمالات المواجهة غير المباشرة بين قوتين إقليميتين تسعيان لتأكيد حضورهما العسكري والجيوسياسي.

ختام: مرحلة جديدة من الحذر الإقليمي

في المحصلة، يبدو أن منطقة شرق آسيا تدخل مرحلة جديدة من التوتر الاستراتيجي، مع تنامي القدرات العسكرية وتعقّد الحسابات الأمنية. وبينما تسعى اليابان إلى تعزيز ردعها الدفاعي، ترى الصين في ذلك تهديدًا يمسّ توازن القوى التقليدي، وربما مقدمة لتحولات أكبر على المسرح الآسيوي.

اقرأ أيضاً:

سقوط حكومة بايرو وتعيين لوكورنو يفضحان عمق الانقسام السياسي في فرنسا

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى