الصين تحول مقاتلة من الحرب الباردة إلى طائرة قتالية بلا طيار

في عرض جوي بانتظار الأنظار بمدينة تشانغتشون، كشفت الصين علنًا عن نسخة مُعدّلة من مقاتلة J-6 تعمل الآن كطائرة مسيّرة، وفق تقرير Defence Blog. هذا التحويل يعكس مسارًا مزدوجًا: إعادة توظيف هياكل جوية قديمة بكلفة منخفضة لتدريب القوات، وفي الوقت نفسه إمكانية استخدامها كأدوات هجومية أو كطُعم لتشتيت دفاعات الخصم. التحول يطرح أسئلة عن تكتيكات مستقبلية قد تعتمد على أعداد كبيرة من الطائرات غير المأهولة، ويشير إلى أن النهج متعدد المستويات (من الطائرات المتقدمة إلى هذه التحويلات العملية) أصبح جزءًا من استراتيجية بكين الجوية الأوسع.
الظهور في تشانغتشون: عرض لم يمرّ مرور الكرام
أُتيحت للجمهور في معرض تشانغتشون مشاهدة طائرة J-6 مُحوَّلة إلى مسيّرة، وهو ظهور نادر لطائرة من حقبة الحرب الباردة في شكل بلا طيار. وفق تقارير المعرض، أُزيلت من الطائرة أنظمة الأسلحة التقليدية مثل المدافع المقصورة، وأُزالت خزانات الوقود الخارجية ومقاعد القذف، بينما أضيفت حوامل تحت الأجنحة وأنظمة تحكم طيران آلية تسمح بعملية تحليق بدون طيار أو ضمن أوضاع شبه آلية. الجمهور شهد لأول مرة كيف يمكن للطائرة القديمة أن تتحول لمنصة مرنة دون أي طاقم على متنها، ما يعكس التقدم التقني في إعادة تأهيل الطائرات.

التعديلات التقنية: ماذا تغيّر داخل الطائرة؟
المصادر التقنية تشير إلى تجهيز الطائرة بنظام تحكّم طيران أوتوماتيكي، أنظمة ملاحة متقدمة مع تتبّع التضاريس، وحوامل إضافية تحت الأجنحة لحمل حمولات تدريبية أو أجهزة استشعار صغيرة. التحويل يسمح بتشغيل الطائرة بدون طيار بالكامل أو ضمن أوضاع شبه آلية، ما يقلل الحاجة لطاقم بشري ويزيد من مرونة المهام. يمكن للـJ-6 المسيّر أن يُستخدم كهدف تدريب متحرك أو منصة للهجوم الخفيف، مع قدرة على تنفيذ مهام محاكاة دقيقة، ما يجعلها أداة فعالة لكل من الطيارين الجويين وفرق الدفاع الجوي.
جذور المشروع: أولى الطلعات بلا طيار منذ تسعينيات القرن الماضي
لا تُعد فكرة تحويل J-6 جديدة، إذ تظهر سجلات مفتوحة أن الطائرة قد نفذت أولى طلعاتها التجريبية بدون طيار منذ منتصف التسعينيات. هذا يشير إلى أن بكين اكتسبت خبرة طويلة في إعادة تأهيل هذه الهياكل لاستخدامات غير مأهولة، بدءًا من أدوار كأهداف تدريبية إلى منصات محاكاة تهديدات الطيران. الخبرة المتراكمة تسمح بتطبيق تعديلات تدريجية ومتقدمة، بحيث يمكن توسيع نطاق المهام تدريجيًا، من التدريب الأساسي إلى السيناريوهات التكتيكية الأكثر تعقيدًا في ساحات التدريب والمناورات العسكرية.
أدوار متعددة: تدريب، تهديد محاكى، أو هجوم فعّال
النسخة المسيّرة من J-6 يمكن أن تعمل كمنصة للهجوم الخفيف أو كهدف متحرك للتدريب. هذا التنوع يسمح بتنفيذ تمارين واقعية للطيارين وفرق الدفاع الجوي، بما في ذلك استخدام المدفعية المضادة للطائرات، وأنظمة الصواريخ الموجّهة بالرادار، ومستشعرات التتبع. يمكن استخدام الطائرة في تمارين تجمع بين أهداف حقيقية ومحاكاة، ما يخلق بيئة تدريبية متقدمة تقلل من المخاطر على الطواقم البشرية وتزيد من فعالية الدفاعات الجوية، مع الاحتفاظ بالمرونة التكتيكية للعمليات المستقبلية.
مخزون كبير وهدفان استراتيجيان
تمتلك الصين مخزونًا كبيرًا من مقاتلات J-6 القديمة لكنها صالحة للطيران، وتحويلها إلى طائرات مسيرة يخدم هدفين: أولاً، توفير أهداف تدريب واقعية لفرق الدفاع الجوي، وثانيًا، خلق قدرات يمكن استخدامها كطُعم أو سلاح قابل للتضحية بغرض إغراق منظومات الدفاع الجوي المعادية بتكلفة منخفضة نسبيًا. هذا النهج يعكس مبدأ الاستخدام الاقتصادي للطائرات القديمة، ويعطي الصين أدوات تكتيكية متعددة الاستخدام، سواء في التدريب أو في سيناريوهات الهجوم المحتملة.
أين تقف مقارنة بالبرامج المتقدمة؟
بينما تطوّر الصين طائرات مسيّرة متقدمة وخفية مثل GJ-11 وWZ-8، يعكس استخدام J-6 المسيّر نهجًا تكتيكيًا متدرجًا يجمع بين المنصات المتقدمة والمعدلة. المبدأ ليس حصريًا لبكين، إذ تستخدم الولايات المتحدة طائرات QF-16 وQF-4 كأهداف طائرة، لكن حجم التطبيقات المحتملة للطائرات المحوّلة J-6 قد يكون أكبر إذا استُخدمت ضمن تشكيلات هجومية متعددة، مما يزيد من التحديات التكتيكية أمام أي دفاع جوي يواجه موجات من الطائرات غير المأهولة بأحجام وأساليب متنوعة.
التكهنات التكتيكية: تكديس الطائرات المسيّرة كخطة ضغط
عرض J-6 المسيّر يثير فرضيات حول تكتيكات تعتمد على نشر مجموعات ضخمة من الطائرات غير المأهولة لإرباك أو استنزاف دفاعات الخصم. التكتيكات تستفيد من رخص التكلفة مقارنة بالطائرات الشبحية أو المقاتلات الحديثة، وتتيح تجارب تدريبية واقعية للهجمات الجماعية. الاستراتيجية تعكس قدرة بكين على المزج بين القديم والجديد في ساحة الطيران، ما يطرح أسئلة حول كيفية تكيّف نظم الدفاع الجوي مع موجات متنوعة من التهديدات، سواء كانت أهداف تدريبية أو هجمات فعلية محتملة.
استراتيجيات مستقبلية: القوة في تعدد الاستخدامات
تحويل المقاتلات القديمة إلى طائرات مسيرة يعكس رؤية الصين لاستراتيجية جوية متعددة المستويات. هذه الطائرات ليست مجرد أدوات تدريبية، بل يمكن أن تتحول في أي لحظة إلى أدوات هجومية منخفضة التكلفة. الجمع بين الطائرات المتقدمة والطائرات المحوّلة يوفر لبكين مزايا تكتيكية تشمل التدريب المكثف، استنزاف دفاعات الخصم، وإمكانية تنفيذ هجمات جماعية، ما يعكس استعداد الصين لمواجهة سيناريوهات جوية متنوعة وتحقيق تأثير استراتيجي على ساحات القتال المستقبلية.