عرب وعالم

كيف تستفيد الصين من انسحاب واشنطن من الأمم المتحدة

مع تراجع التمويل الأميركي للأمم المتحدة وتراجع انخراط واشنطن في مؤسسات الحكم العالمي، وجدت بكين فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها الدولي بأقل تكلفة ممكنة. فبينما كان يُنظر سابقاً إلى الولايات المتحدة باعتبارها الممول الأكبر، يأتي الانكماش الأميركي الحالي ليتيح للصين تقديم نفسها كمدافع عن التعددية، رغم أن مساهماتها المالية تبقى محدودة بالمقارنة.

أزمة التمويل تفتح الباب أمام بكين

إدارة ترامب ألغت مليارات الدولارات من المساهمات المخصصة للأمم المتحدة ووكالة التنمية الدولية وهيئات أخرى، مما فاقم أزمة مالية كانت قائمة بالفعل داخل المنظمة الأممية. الصين استغلت هذه الفجوة لتقديم نفسها كبديل، حتى وإن كانت تساهم أحياناً بتأخير سداد مستحقاتها.

 

تحالفات مع دول معارضة للغرب

في جنيف، انضمت بكين إلى دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا وكوبا لدفع مقترحات تهدف إلى تقليص لجان التحقيق في قضايا حقوق الإنسان، ما يتماشى مع موقفها التقليدي الرافض لاعتبار قضايا الأقليات والعمال مجالاً للتدخل الدولي.

 

خطاب صيني مضاد

الإعلام الرسمي الصيني يصوّر بلاده على أنها “المدافع الثابت” عن الحكم العالمي في وقت تتراجع فيه واشنطن. الرئيس شي جين بينغ أطلق مبادرة غامضة بعنوان “مبادرة الحوكمة العالمية” تدعو لمنح الدول النامية صوتاً أكبر داخل المنظمات الدولية، وهو ما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطوة نحو عالم متعدد الأقطاب.

 

نفوذ قليل التكلفة

رغم أن الصين ساهمت بـ500 مليون دولار فقط على خمس سنوات لمنظمة الصحة العالمية بعد انسحاب واشنطن، إلا أن هذه الخطوة حققت لها زخماً دبلوماسياً كبيراً، حيث قُدمت على أنها منقذ للمنظمة. وفي حالات كالكوارث الطبيعية في ميانمار، تحركت بكين سريعاً عبر إرسال فرق إنقاذ، في حين بدت استجابة الولايات المتحدة بطيئة بفعل أزماتها الداخلية.

 

التراجع الأميركي في المؤسسات الفنية

رغم تمسك إدارة ترامب بالمشاركة في بعض الوكالات الفنية مثل الاتحاد الدولي للاتصالات، إلا أن بكين نجحت في يونيو الماضي في انتزاع استضافة مؤتمر حاسم للاتحاد عام 2027 متفوقة على عرض أميركي متأخر، ما أثار قلق الأوروبيين من أن تفسح واشنطن المجال أمام محور غير ديمقراطي تتصدره الصين.

 

انتقادات لنهج واشنطن

خبراء أميركيون حذروا من أن الانسحاب غير المدروس يمنح الصين فرصاً متتالية للظهور بمظهر الدولة المسؤولة، حتى لو كان دعمها مالياً ورمزياً أكثر منه جوهرياً. في المقابل، يخشى دبلوماسيون أوروبيون أن يؤدي الغياب الأميركي إلى إعادة تشكيل المؤسسات الدولية بما يخدم أجندات بكين وشركائها.

 

إقرأ أيضا:

صربيا تستعرض مسيّرات انتحارية إماراتية الصنع

إسراء حموده ابوالعنين

إسراء أبو العنين صحفية مصرية «تحت التمرين»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى