سان دوني ترفع العلم الفلسطيني.. رسالة فرنسية قبيل اعتراف تاريخي

في مشهد رمزي لافت يتزامن مع أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، رفعت بلدية سان دوني الواقعة في العاصمة الفرنسية باريس العلم الفلسطيني على واجهة مبناها الرسمي. هذه الخطوة جاءت في وقت تتزايد فيه التوقعات بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال كلمته في نيويورك. ويعتبر التحرك بمثابة تعبير عن تضامن محلي وشعبي مع القضية الفلسطينية، ورسالة سياسية متقدمة تُبرز تحوّلاً في الموقف الفرنسي. وبينما يرى مؤيدون أن الاعتراف طال انتظاره، تبرز دعوات لأن يتبعه موقف أوروبي موحّد يفرض ضغوطاً عملية على إسرائيل لإنهاء الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
خطوة بلدية سان دوني
أعلن رئيس بلدية سان دوني، ماتيو هانوتان، أن رفع العلم الفلسطيني على واجهة المبنى جاء للتأكيد على التزام مدينته بالقضية الفلسطينية. ووصف هانوتان المبادرة بأنها “خطوة رمزية مهمة وإن تأخرت”، مؤكداً أنها تمثل وقوفاً صريحاً إلى جانب سيادة الشعب الفلسطيني. وأضاف أن المشاهد القادمة من غزة تحمل معاناة إنسانية عميقة تستوجب موقفاً أوروبياً أكثر صرامة، مطالباً بأن يكون الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين مقدمة لفرض عقوبات أوروبية على إسرائيل، بما يتجاوز حدود الرمزية ويؤسس لتحركات عملية.
تضامن بلديات فرنسية أخرى
لم تقتصر مظاهر التضامن على سان دوني وحدها، إذ انضمت عدة بلديات فرنسية إلى المبادرة بطرق مختلفة. ففي مدينة بريست، اختارت السلطات المحلية إضاءة قاعاتها بألوان العلم الفلسطيني، في حين جسدت باريس رسالة رمزية أكبر عبر برج إيفل، حيث عرض العلمين الفلسطيني والإسرائيلي معاً على شاشاته في الطابق الأول محاطاً بحمامة السلام. واعتبرت هذه الخطوات إشارات تضامن مجتمعية مهمة تعكس تنامي الوعي الشعبي الفرنسي تجاه معاناة الفلسطينيين، وتزيد من الضغوط على الحكومة المركزية لتبني موقف سياسي أكثر وضوحاً وحزماً.
موقف باريس ورسالة هيدالغو
في العاصمة الفرنسية، حرصت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، على التأكيد العلني لدعمها الاعتراف بدولة فلسطين. فقد نشرت على حسابها في موقع “بلو سكاي” رسالة أوضحت فيها أن باريس ملتزمة بالسلام وتدعم الجهود السياسية الرامية إلى إنهاء الصراع. وأشارت هيدالغو إلى أن الجمع بين العلمين الفلسطيني والإسرائيلي في واجهة برج إيفل يعكس رغبة المدينة في التوازن وإبراز قيم التعايش، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة حاسمة نحو السلام العادل والدائم، لا سيما في ظل الجرائم المتكررة في غزة والضفة.
نحو اعتراف فرنسي منتظر
مع ارتفاع الأصوات الشعبية والرسمية داخل فرنسا، يترقب الرأي العام ما سيعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. الاعتراف المرتقب بدولة فلسطين يمثل نقلة دبلوماسية مهمة في الموقف الفرنسي، إذ يحوّل التضامن الرمزي إلى قرار سياسي رسمي. وفي حال تحقق، قد يدفع هذا الموقف دولاً أوروبية أخرى للحذو حذوه، مما يفتح الباب أمام إعادة صياغة المعادلة الدولية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبينما تستمر المذابح في غزة، يأمل الفلسطينيون أن يكون الاعتراف الفرنسي بداية تحرك أوسع يضع حدًا لسياسات الاحتلال.