حصار مستمر منذ أكثر من 500 يوم

مدينة الفاشر في السودان محاصرة من قبل قوات الدعم السريع (RSF)، حيث يعيش 260,000 شخص داخل المدينة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء. محاولات الهروب غالبًا ما تنتهي بالقتل، فيما يواجه من يبقون داخل المدينة خطر الموت جوعًا.
مقاتلات على الخطوط الأمامية
مريم عبد الغفّار، جدة في الخامسة والسبعين، وجدت نفسها تقاتل مباشرة على الجبهة مستخدمة بندقيتها القديمة AK-47 ضد الهجمات العنيفة. بينما قوات الدعم السريع تتقدم، تُصاب مريم بجروح وتنقل بدون أي إسعافات كافية.
سارة بخيت، أم عزباء وناجية من أكثر من 150 معركة، تقود الدفاع عن مطار المدينة المهجور وتؤكد: “نقاتل للبقاء على قيد الحياة وحماية عائلاتنا”.
قصف مستمر ونقص الطعام
معركة أغسطس كانت المحاولة الـ228 لقوات الدعم السريع للاستيلاء على المدينة. على الرغم من الهجمات المتكررة، لم تسقط الفاشر بعد. سكان المدينة، نصفهم أطفال، محاصرون في منطقة متقلصة من المدينة، تعاني من شح شديد في الغذاء والدواء.
أطفال مضطرون لتناول الجراد و”الأمباز” (علف حيواني) للبقاء على قيد الحياة، بينما المجتمع الدولي يتباطأ في تقديم المساعدات.
تدخل الإمارات وتأثيره على المساعدات الإنسانية
أظهرت التسريبات أن الإمارات لعبت دورًا في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية، رغم طلبات الولايات المتحدة والأمم المتحدة. ويُعتقد أن الدعم الإماراتي ساعد قوات الدعم السريع على الاستمرار في الحصار، مع تهديدات محتملة لارتكاب أعمال تطهير عرقي إذا سقطت المدينة.
الجهود الدبلوماسية الدولية
يونيو 2025: قوافل المساعدات تعرضت للقصف قبل وصولها إلى الفاشر، رغم تحذيرات الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.
يونيو – يوليو: الأمم المتحدة تحاول التفاوض مع قوات الدعم السريع عبر الاجتماعات السرية، بينما يبقى الحصار مشددًا والمدينة تزداد سوءًا.
يوليو: الأطفال والأسر تلجأ إلى تناول الأعلاف الحيوانية، وتستمر المعارك العنيفة مع قصف مستمر.
محاولة الاحتيال على المدنيين
في أغسطس، أعلنت قوات الدعم السريع عن ممرات “آمنة” للهروب، لكنها تحولت إلى فخّ، حيث تعرض من حاول الفرار للاختطاف أو القتل المباشر. الأسواق شهدت ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الطعام، واضطر السكان إلى مشاركة الأعلاف مع الدجاج.
الوضع الصحي الكارثي
آخر المستشفيات العاملة في المدينة مكتظة. نقص الدواء أدى إلى وفاة العديد من الأطفال، وزيادة حالات الإجهاض، حتى أن الولادة أصبحت محفوفة بالمخاطر.
محاولات الأمم المتحدة الجريئة
17 أغسطس: استكشفت الأمم المتحدة إمكانية إسقاط المساعدات جويًا عبر الطائرات، حتى التفكير في مشاركة القوات الجوية الأردنية.
العقبة كانت صواريخ مضادة للطائرات وتحذيرات قوات الدعم السريع باستهداف أي طائرة تدخل المجال الجوي.
الحل الجريء: إرسال قوافل المساعدات إلى دارفور بطريقة سرية بحيث تصل في النهاية إلى الفاشر.