حوار حصري جيهان أونال يكشف أسرار شخصية عثمان في مسلسل المؤسس أورهان

في لقاء حصري ضمن أحد البرامج الحوارية، استضاف فريق الإعداد الفنان القدير جيهان أونال، الذي يجسد شخصية السيد عثمان في المسلسل التاريخي المنتظر “المؤسس أورهان”. وفي هذا الحوار تحدث أونال عن عودته إلى الشخصية التي سبق أن جسدها من قبل، والفوارق بين الماضي والحاضر، ورأيه في شخصية عثمان التي ارتبط بها طويلاً.
وقال في البداية، جسدتَ شخصية السيد عثمان من قبل، فما الفارق بين الماضي والحاضر في أدائك لهذه الشخصية؟
جيهان أونال: في الحقيقة لا أرى اختلافاً في الجوهر. شخصية عثمان هي نفسها، عثمان سيبقى عثمان في أي زمان. لكن هناك بالطبع اختلافات في السيناريو ورؤية المخرج، وهذا يغير في بعض التفاصيل. أتعامل مع الأمر باعتباره تطويراً وتجديداً أكثر منه تغييراً في الشخصية نفسها.
إذاً، الاختلاف الأكبر يعود إلى الإمكانيات والرؤية الفنية؟
جيهان أونال: بالضبط. في ثمانينيات القرن الماضي كانت الإمكانيات محدودة جداً. الديكورات كانت بسيطة، الأزياء والملحقات متواضعة، لكنها طبيعية وأقرب للواقع. أما اليوم فالأمر مختلف تماماً، فهناك ديكورات ضخمة، أزياء فاخرة، وإنتاج أكثر ثراءً وبريقاً. الجمهور سيلاحظ الفارق البصري الكبير بين الماضي والحاضر.
وماذا عن تقنيات التصوير، هل كان هناك تأثير كبير في ذلك؟

جيهان أونال: نعم، الفارق هائل. في الماضي لم تكن هناك كاميرات متطورة مثل التي نستخدمها الآن، ولم تكن هناك تقنيات مثل “ستيديكام” التي تثبت الكاميرا وتمنح المخرج حرية أكبر في تصوير مشاهد الحركة. هذا يعني أننا لم نكن نستطيع تصوير لقطات قريبة أو تقديم مشاهد سينمائية دقيقة. كنا نعمل وسط صعوبات حقيقية في إخراج المشاهد.
وكيف أثرت هذه الظروف عليك كممثل خلال فترة التحضير؟
جيهان أونال: الأمر كان يحتاج جهداً مضاعفاً. على سبيل المثال، تمرنت على ركوب الخيل لمدة سنتين ونصف تقريباً حتى أؤدي المشاهد بدقة. تخيلوا أنني كنت أقود ألف جندي خلفي بينما الكاميرا تلاحقني من سيارة بجانبي! في ذلك الوقت لم تكن التكنولوجيا تساعدنا كثيراً، لكننا بذلنا جهداً كبيراً لإنجاح العمل.
دعنا نتحدث عن شخصية السيد عثمان نفسها.. ما هي أبرز صفاته في رأيك؟
جيهان أونال: عثمان في بداياته كان شاباً متمرداً وجامحاً لا يهدأ. لكنه بفضل الدروس التي تلقاها من شخصيات مهمة مثل الشيخ أديب علي ووالده الغازي أرطغرل، تحول إلى رجل دولة ناضج وحكيم. أهم ما يميز عثمان أنه كان رجل دولة حقيقياً، شهماً، صاحب كرامة عالية، يحمي أمته بعدل ونزاهة ولا يفرق بين الناس. هذه الصفات هي التي صنعت منه قائداً استثنائياً.
عندما عُرض عليك هذا الدور مجدداً، ما كان شعورك؟
جيهان أونال: سأكون صريحاً، لو عُرض علي أي دور آخر في المسلسل لما قبلت. شخصية عثمان قريبة مني جداً، وقد جسدتها من قبل، لذا لم أشعر بغربة تجاهها. بالعكس، شعرت وكأنني استلمت الراية من متسابق قبلي وعليّ أن أواصل السباق حتى نهايته. كان الأمر بالنسبة لي امتداداً طبيعياً وليس عودة عابرة.
وهل ترى أن الجمهور سيشعر بفارق بين أدائك القديم والجديد؟
جيهان أونال: بالتأكيد سيلاحظ الجمهور الفارق في الجانب البصري والتقني. الإنتاج الآن أكثر فخامة، والتصوير أكثر دقة، لكن على مستوى الأداء، أحرص على إبراز جوهر الشخصية كما هي. قد تكون هناك لمسات جديدة تناسب الإيقاع العصري للمسلسلات التاريخية، لكن شخصية عثمان ستظل محتفظة بروحها الأصلية.
برأيك، ما الذي يميز العمل الجديد “المؤسس أورهان” عن الأعمال التاريخية السابقة؟

جيهان أونال: العمل الجديد يتميز بضخامة إنتاجه. هناك عناية كبيرة بالديكور والأزياء والمعارك، إضافة إلى استخدام تقنيات تصوير حديثة لم تكن متوفرة في الماضي. كل هذه العناصر ستجعل الجمهور يشعر أنه أمام تجربة بصرية ودرامية مختلفة، لكن في النهاية يظل نجاح المسلسل معتمداً على مدى صدق الشخصيات وقوة أدائها.
كلمة أخيرة تود توجيهها للجمهور قبل عرض المسلسل؟

جيهان أونال: أود أن أقول للجمهور إننا بذلنا جهداً كبيراً لتقديم عمل يليق بتاريخ عثمان وقيمته. شخصية عثمان ليست مجرد دور بالنسبة لي، بل هي مسؤولية ورسالة. أتمنى أن يجد المشاهدون في العمل ما يعكس قوة هذه الشخصية وعدلها وشهامتها.
وبهذا الحوار، وضع الفنان جيهان أونال النقاط على الحروف بشأن عودته لشخصية عثمان في مسلسل “المؤسس أورهان”. بين الماضي والحاضر، بين بساطة الإمكانيات القديمة وفخامة الإنتاج الحديث، تبقى روح عثمان كما هي، رمزاً للقوة والعدل والشهامة. المسلسل المرتقب سوف يُعرض قريباً وحصرياً عبر منصة نوربلاي، وسط ترقب واسع من الجمهور.