اليسار بحاجة لوقف انزلاق بريطانيا نحو “الفاراجية”.. هذا هو القائد القادر على فعل ذلك
اليسار بحاجة لوقف انزلاق بريطانيا نحو "الفاراجية".. هذا هو القائد القادر على فعل ذلك

مع تصاعد السياسات اليمينية في بريطانيا، يتعين على اليسار أن يجد قيادة قادرة على إعادة الناخبين الغاضبين إلى صفوفه، بعيدًا عن فخاخ الحروب الثقافية.
فشل العمال وانهيار الثقة
لطالما رد أنصار توني بلير على منتقديهم من اليسار بعبارة مألوفة: “الرغبة في النقاء الأيديولوجي ستجعل حزب العمال غير قابل للانتخاب، وسيدفع الفقراء الثمن.” لكن اليوم، بينما يفرض حزب العمال بقيادة كير ستارمر تخفيضات على إعانات ذوي الاحتياجات الخاصة ويدعم سقفًا للمساعدات الاجتماعية يضر بمئات الآلاف من الأطفال، يبدو هذا الدفاع بلا معنى.
الناخبون يريدون تغييرًا جذريًا
تشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية البريطانيين يرون أن البلاد إما عادت إلى سياسة التقشف أو لم تغادرها أبدًا. أكثر من 70% لا يعتقدون أن العمال سيحسن حياتهم، بينما يتزايد دعم السياسات اليسارية مثل تأميم الخدمات العامة وفرض ضرائب على الثروة. ورغم ذلك، لا يستفيد اليسار من هذا الدعم الجماهيري.
أين القائد القادر على إحداث التغيير؟
تكمن المشكلة الأساسية في غياب قيادة يسارية تجمع بين الفئات المختلفة، من الناخبين الأكبر سنًا ذوي التوجهات المحافظة اجتماعيًا إلى الشباب التقدمي في المدن. شخص مثل ميك لينش، الزعيم السابق لنقابة عمال السكك الحديدية، قد يكون مناسبًا لهذا الدور، بفضل خبرته العمالية وأسلوبه الصريح. لكن حتى الآن، لا يبدو أنه يرغب في تولي هذا العبء.
إعادة توجيه النقاش بعيدًا عن “الحروب الثقافية”
بدلاً من الانجرار إلى معارك إعلامية عقيمة، يجب على اليسار التركيز على قضايا العدالة الاقتصادية، مثل تدهور الخدمات العامة واتساع فجوة الثراء، مما سيدفع اليمين إلى موقف دفاعي.
الوقت ينفد
مع تدهور مستويات المعيشة، قد يملأ نايجل فاراج هذا الفراغ ويحقق انتصارًا تاريخيًا. إذا استمر اليسار في الهروب من معركته الحقيقية، فلن يكون فشل ستارمر وحده هو المشكلة، بل فشل اليسار كله في استغلال لحظة ذهبية للتغيير.