باكستان تستقبل أولى مروحيات Z-10ME الهجومية من الصين: بداية مرحلة جديدة في التعاون العسكري

في تطور يُعد تحوّلاً لافتًا في منظومة التسليح الباكستانية، بدأت إسلام أباد في تسلم أولى دفعات المروحيات الهجومية الصينية من طراز Z-10ME، وفقًا لمقاطع فيديو وصور نُشرت مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة تمثل نهاية تدريجية لعقود من الاعتماد على أسطول مروحيات AH-1F Cobra الأمريكية، وتؤشر إلى توجّه متزايد نحو الأسلحة الصينية في ظل توترات مستمرة مع واشنطن.
توديع الكوبرا بعد أربعة عقود من الخدمة
ظهرت مروحيات Z-10ME في تسجيلات مرئية تحمل شعار سلاح الجو التابع للجيش الباكستاني، ما يشير إلى دخولها الخدمة رسميًا. ويأتي ذلك بعد سنوات من السعي لاستبدال مروحيات AH-1F Cobra التي تعود إلى الثمانينيات. وعلى الرغم من أن واشنطن وافقت في 2015 على بيع طائرات AH-1Z Viper الحديثة، إلا أن التوترات السياسية والأمنية أدت لاحقًا إلى تجميد الصفقة، فاتحةً الباب أمام الصين لاقتناص الفرصة.
Z-10ME: النسخة الأحدث من المنصة الصينية
الطراز الجديد الذي وصل إلى باكستان هو النسخة المعدّة للتصدير من مروحية Z-10 الصينية، والمطوّرة بواسطة شركة Changhe Aircraft التابعة لمجمع AVIC. وتم تصميم هذه النسخة لمهام قتالية في بيئات قاسية، إذ تتميز بتحسينات في الحماية الذاتية وأنظمة الاستهداف والحرب الإلكترونية. وبحسب مصادر صينية، تُعد Z-10ME أكثر النسخ تقدمًا حتى الآن.
⚠️ First look at Pakistan’s Z-10ME attack helicopter armed with next-gen air-to-ground missiles. pic.twitter.com/UbohcwRP4h
— Global Defense Insight (@Defense_Talks) July 29, 2025
ملاحظات ميدانية: بدون رادار علوي ولكن بمزايا إلكترونية
النسخ الظاهرة في الصور والفيديوهات تفتقر إلى القبة الرادارية العلوية التي كانت تميّز الإصدارات السابقة، غير أنها تحتفظ بأنظمة استشعار واستهداف كهروضوئية متقدمة، فضلًا عن منظومات دفاعية متكاملة. ويُعتقد أن تلك المروحيات مصممة خصيصًا لتلائم ظروف الارتفاعات الشاهقة والحرارة العالية، ما يناسب الطبوغرافيا الباكستانية.
إقرأ ايضًا:
“صُنع في الهند”… على خط النار: كيف تحوّلت مواجهة باكستان إلى حملة دعائية لتصدير السلاح
الصفقة بلا إعلان رسمي
رغم غياب أي إعلان مشترك من الجانبين الصيني والباكستاني، إلا أن ظهور المروحيات بشعارات الجيش الباكستاني يشير إلى تجاوز مرحلة الاختبار والدخول في الخدمة الفعلية. وحتى الآن، لم تُعلن إسلام أباد عن عدد الطائرات التي تم تسلمها أو التي تم التعاقد عليها.
تعزيز متواصل للشراكة الدفاعية مع الصين
تُمثل هذه الخطوة فصلًا جديدًا في التعاون العسكري بين إسلام أباد وبكين، والذي شهد تصاعدًا خلال العقد الأخير، لا سيما من خلال المشاريع المشتركة مثل تصنيع مقاتلة JF-17 Thunder، والاعتماد المتزايد على تكنولوجيا التسليح الصينية. ويبدو أن هذه الشراكة تتوسع الآن لتشمل مجال الطيران العمودي الهجومي أيضًا.

تحديث القدرات الهجومية الباكستانية
يرى محللون عسكريون أن إدخال Z-10ME إلى الخدمة يمثل جزءًا من خطة أوسع لتحديث الأسطول الجوي الباكستاني، مع التركيز على تعزيز القدرات الهجومية في المناطق الحدودية الوعرة. كما يُعتقد أن هذا التحول سيوفر لباكستان هامش مناورة أكبر في علاقاتها الدفاعية بعيدًا عن القيود الغربية.
مناورات سياسية على إيقاع الصفقات العسكرية
يُقرأ إدخال هذه المروحيات أيضًا ضمن سياق أوسع من التحولات الجيوسياسية، إذ تسعى باكستان لإعادة تموضعها في خارطة التوازنات العسكرية في جنوب آسيا، مستفيدة من الانفتاح الصيني على تصدير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لحلفائها الاستراتيجيين.
إقرأ ايضًا:
شراكه بحرية استراتيجية: كيف تعزز الهند والولايات المتحدة تعاونهما البحري في مواجهة الصين ؟