تقريرالجارديان: روسيا تستغل الأطفال الأوكرانيين في معسكرات عسكرية تحت غطاء “أنشطة ثقافية”

تكشف شهادات وتقارير حقوقية عن قيام روسيا بنقل آلاف الأطفال الأوكرانيين من المناطق المحتلة إلى معسكرات عسكرية داخل أراضيها، حيث يتعرضون لبرامج تدريبية قسرية تهدف إلى محو هويتهم الأوكرانية وإعدادهم للقتال ضمن صفوف الجيش الروسي، في خرق واضح للقانون الدولي.
شهادات من الميدان
سونيا (17 عامًا آنذاك) من منطقة خيرسون المحتلة، ظنت أنها ذاهبة في رحلة ترفيهية إلى القرم. لكن سرعان ما اكتشفت أنها نُقلت إلى معسكر “أفانغارد” بمدينة فولغوغراد الروسية، حيث تلقت مع غيرها تدريبات عسكرية شملت:
حفر خنادق وزرع ألغام.
تدريبات على استخدام الرشاشات.
محاكاة إخلاء جرحى ميدانيًا.
تقول سونيا: “عندما أخبرونا أن الشهادة التي نحصل عليها تخوّلنا الانضمام للجيش الروسي، أدركت أن الأمر ليس مجرد لعب.”
منهجية روسية ممنهجة
بحسب معهد أبحاث ييل، هناك أكثر من 100 معسكر موزع في روسيا، بعضها يركز على التدريب العسكري المباشر، وأخرى على الدعاية الأيديولوجية. الأطفال يخضعون لمحاضرات دعائية، تدريبات على الطائرات المسيّرة، وتمارين عسكرية تحاكي جبهات القتال.
محو الهوية الأوكرانية
فرض جوازات سفر روسية ومناهج دراسية روسية.
حظر اللغة الأوكرانية والألوان الوطنية.
عقوبات بدنية ونفسية على الأطفال الرافضين.
الباحثة ميغان غيتوز من مركز GlobSec تقول: “الأطفال يُجبرون على هذه البرامج، وأولياء أمورهم مهددون بفقدان الحضانة إذا رفضوا. الهدف هو خلق جيل موالٍ لروسيا، ممسوح الهوية.”
أبعاد خطيرة
بعض المراهقين حصلوا بالفعل على إشعارات تجنيد، فيما أُعيد آخرون بعد خدمتهم في الجيش الروسي عبر جهود منظمات إنسانية.
شقيق سونيا الأصغر تأثر بالدعاية، وأصبح مقتنعًا بالانضمام إلى القوات الروسية.
موقف أوكرانيا والمجتمع الدولي
كييف تعتبر إعادة الأطفال شرطًا غير قابل للتفاوض في أي محادثات سلام.
موسكو تنفي وجود عمليات خطف ممنهجة، وتعرض إعادة أعداد محدودة فقط.
خبراء قانونيون يعتبرون هذه الممارسات جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف.
القضية لم تعد مجرد “رحلات صيفية” كما تسميها موسكو، بل عملية متكاملة من التجنيد القسري والتطهير الثقافي تهدد مستقبل جيل كامل من الأطفال الأوكرانيين.