ترامب يعلن المرحلة الأولى من اتفاق غزة: الإفراج عن الرهائن وبدء الانسحاب الإسرائيلي

في تطور وُصف بأنه الاختراق الأكبر منذ اندلاع الحرب، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد محادثات مكثفة استضافها منتجع شرم الشيخ. وأكد ترامب أن جميع الرهائن سيُفرج عنهم قريبًا، وأن القوات الإسرائيلية ستنسحب إلى خط متفق عليه، في خطوة تمهّد لما وصفه بـ”سلام قوي ودائم وأبدي”. الاتفاق، الذي وُقع برعاية مصرية وقطرية وتركية، يُنظر إليه كأقوى إشارة حتى الآن على اقتراب نهاية الحرب التي استمرت عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف وسببت اضطرابات في الشرق الأوسط.
حماس: التزام بالاتفاق وبدء الإفراج عن الرهائن
قالت حركة حماس، في بيان الخميس، إنها وافقت على اتفاق ينهي الحرب في غزة بعد ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة في شرم الشيخ. وأوضحت أن الاتفاق يشمل انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع وتبادلًا للأسرى والرهائن، مؤكدة أنها ستُفرج عن 20 رهينة خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما دعت حماس الرئيس الأمريكي والدول الضامنة إلى ضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، معتبرة أن تطبيقه الكامل سيفتح الطريق أمام “مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار” في غزة والمنطقة.
نتنياهو: “يوم عظيم لإسرائيل”
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإعلان بأنه “يوم عظيم لإسرائيل”، مشيرًا إلى أن حكومته ستجتمع للمصادقة على اتفاق الهدنة. وقال نتنياهو في بيان رسمي: “بعون الله، سنعيدهم جميعًا إلى الوطن. وأشكر الرئيس ترامب وفريقه على التزامهم بهذه المهمة المقدسة”. وتؤكد الأوساط السياسية في تل أبيب أن موافقة الحكومة تمهد لبدء تنفيذ المرحلة الأولى خلال أيام، مع مراقبة دولية مكثفة لضمان احترام الشروط وتحقيق استقرار طويل الأمد على حدود غزة.
ترامب يشكر الوسطاء ويصف الاتفاق بـ”الحدث التاريخي”
أما ترامب، فكتب على منصة Truth Social: “إنه يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المحيطة، وللولايات المتحدة”. وأشاد بدور وسطاء مصر وقطر وتركيا في إنجاز ما وصفه بـ”الحدث التاريخي وغير المسبوق”، مضيفًا: “طوبى لصانعي السلام”. وتشير مصادر أمريكية إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن 21 بندًا، تمثل خريطة طريق لإنهاء النزاع وبدء إعادة إعمار غزة تحت إشراف دولي موسّع، وسط آمال بأن تمهّد هذه الخطوة لاتفاق شامل يضمن الهدوء الدائم.
من الحرب إلى المفاوضات: مسار طويل نحو الهدنة
تعود جذور الحرب إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص داخل إسرائيل، معظمهم من المدنيين، أعقبه رد عسكري إسرائيلي واسع النطاق دمّر مساحات شاسعة من القطاع. وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة، قبل أن تنجح وساطة إقليمية ودولية في إعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض، لتلوح اليوم أول بارقة أمل حقيقية لإنهاء الحرب الأكثر دموية في تاريخ غزة الحديث.