عربي وعالمي

ماذا لو فشلت مفاوضات إيران وأمريكا؟

الولايات المتحدة طالبت بتفكيك البرنامج النووي وهو مارفضته طهران

رؤية تحليلية شاملة للتداعيات والمواقف الدولية

في ضوء الجمود الذي يخيّم على المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، تتزايد المخاوف من تداعيات فشل تلك المفاوضات على المستويين الإقليمي والدولي.

أولاً: أسباب تعثّر المفاوضات

تشدد أمريكي مفاجئ:
الإدارة الأمريكية، ممثلة في مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، طالبت بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما اعتبرته طهران انقلابًا على ما تم التفاهم عليه سابقًا. هذا الموقف زاد من تصلب الخطاب الإيراني، خصوصًا لدى التيار المتشدد.

دور روسي مثير للجدل:
روسيا طالبت بضمانات تحصّن علاقاتها الاقتصادية والعسكرية المستقبلية مع إيران من أي عقوبات محتملة، وهي مطالب اعتبرها المفاوضون الأوروبيون خارجة عن نطاق الاتفاق النووي، مما أدى إلى تعطيل المفاوضات مؤقتًا.

التحقيقات الدولية:
إيران أبدت إصرارًا على إغلاق ملفات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بآثار يورانيوم غير مفسرة في بعض المواقع، وهو ما رفضته الولايات المتحدة، معتبرة أنه شرط غير واقعي.

ثانيًا: المواقف الدولية

الولايات المتحدة:
أعربت عن خيبة أملها، واتهمت إيران بالتراجع عن التزاماتها السابقة، مؤكدة استعدادها لتكثيف العقوبات في حال استمرار الجمود.

الاتحاد الأوروبي:
حاول لعب دور الوسيط، حيث دعا مفوض السياسة الخارجية الأوروبية إنريكي مورا جميع الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار، محذرًا من مخاطر التصعيد.

روسيا:
رغم مطالبها الجديدة، نفت موسكو تعطيل العملية التفاوضية، مؤكدة أن دورها لا يتعدى تسهيل التفاهمات لا فرضها.

إيران:
خامنئي صرح بأنه لا يتوقع الكثير من هذه المفاوضات، معتبرًا أن إيران يجب أن تستعد لجميع السيناريوهات وألا تربط مصيرها بنتائج الخارج.

ثالثًا: سيناريوهات ما بعد الفشل

1. تصعيد عسكري محتمل:
قد تتجه إسرائيل أو الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات ضد منشآت نووية إيرانية، مما يشعل توترًا كبيرًا في المنطقة.

2. تسارع البرنامج النووي الإيراني:
دون اتفاق، من المتوقع أن تستمر إيران في تطوير برنامجها النووي بوتيرة متسارعة، وهو ما يعيد سيناريو “الاختراق النووي” إلى الواجهة.

3. انهيار اقتصادي في إيران:
استمرار العقوبات قد يفاقم الضغوط الاقتصادية والمعيشية داخل إيران، ويزيد من احتمالات الغليان الشعبي.

4. تذبذب أسواق الطاقة العالمية:
أي تصعيد في منطقة الخليج سينعكس على أسعار النفط والغاز، ما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي خاصة في ظل الركود الحالي.

رابعًا: تغطية وتحليلات الصحف الأجنبية

نيويورك تايمز:
أرجعت الفشل إلى التشدد السياسي من كلا الطرفين، ووصفت المفاوضات بأنها رهينة الصراعات الداخلية في طهران وواشنطن.

واشنطن بوست:
رجّحت فرض حزمة جديدة من العقوبات الأمريكية، وقالت إن إيران ستتجه لتعزيز شراكاتها مع روسيا والصين كرد فعل.

دي فيلت الألمانية:
حذّرت من أن اتفاقًا هشًا أو متسرعًا قد يكون أسوأ من عدم التوصل لاتفاق، لأنه قد يشجع على سباق تسلح نووي في المنطقة.

تصعيد خطير

فشل المفاوضات بين إيران وأمريكا لا يعني فقط استمرار الأزمة، بل قد يكون بوابة لمرحلة أكثر خطورة على الصعيدين الأمني والاقتصادي. في ظل تعقّد المشهد، تبقى الحاجة ماسة لتحرك دولي يوازن بين الضغط الدبلوماسي وتقديم الضمانات، من أجل تجنب انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

نهي حمودة

نهى حمودة هي صحفية ومحررة أولى بقطاع الأخبار في الهيئة العربية للإعلام، تمتلك خبرة واسعة في العمل الصحفي والإعلامي. عملت في العديد من المواقع الإلكترونية، حيث قدمت تغطيات إخبارية وتحليلات متميزة، مما عزز مكانتها في المجال الإعلامي. تتميز بمهاراتها التحريرية وقدرتها على تقديم محتوى دقيق ومهني يعكس التطورات المحلية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى