جدل سياسي واسع في البرازيل بسبب القميص الأحمر المحتمل لمنتخب الكرة
القميص الأحمر يشعل الانقسامات بين اليمين واليسار ويعيد جدل الرموز الوطنية

أثار تقرير نشره موقع “Footy Headlines” جدلاً واسعًا في البرازيل بعد تسريبات أشارت إلى نية الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تقديم قميص أحمر جديد للمنتخب استعدادًا لكأس العالم 2026. ورغم نفي الاتحاد لصحة الصور المتداولة، فإن الضجة لم تهدأ، وواجهت الفكرة انتقادات لاذعة من مختلف الأطياف السياسية، خاصة من اليمين المتطرف الذي اعتبر اللون الأحمر رمزًا سياسيًا معاديًا.
غضب اليمين: اللون الأحمر تهديد للوطنية
ردد أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو شعارات مثل “علمنا لن يكون أحمر أبدًا!”، واعتبروا القميص الأحمر محاولة لتسييس رموز المنتخب. أبرز المنتقدين كان حاكم ولاية ميناس جيرايس، روميو زيما، الذي رمى القميص على الأرض، في حين وصف فلافيو بولسونارو القميص بأنه “إهانة” للراية الوطنية، ما يُظهر استمرار التوتر السياسي حتى في مجال الرياضة.
انتقادات من اليسار أيضًا: رفض يتجاوز الانتماءات السياسية
لم يكن الهجوم حكرًا على اليمين، بل عبّر صحفيون ومعلقون من التيار اليساري عن رفضهم أيضًا. وصف الصحفي باولو فينيسيوس كويلو المشروع بأنه “يفتقر إلى المنطق”، بينما وصف والتر كاساغراندي الفكرة بـ”الغباء”. حتى غالفاو بوينو رأى أن تغيير القميص هو “جريمة” ضد تاريخ المنتخب البرازيلي.
القميص الأصفر والرمزية السياسية: كيف تحول إلى شعار يميني؟
أصبح القميص الأصفر في السنوات الأخيرة رمزًا سياسيًا لليمين، وظهر في مظاهرات مؤيدي بولسونارو، مما دفع بعض اليساريين إلى الابتعاد عنه. في هذا السياق، دافعت الكاتبة ميلي لاكومب عن اللون الأحمر كرمز للمقاومة والتحول، لكنها انتقدت أيضًا حالة “الهستيريا الجماعية” التي رافقت التسريبات.
جذور اللون الأحمر في التاريخ البرازيلي
رغم أن العلم البرازيلي الحالي يخلو من الأحمر، فإن لهذا اللون جذورًا عميقة في تاريخ البلاد، مثل شجرة البرازيل التي سُميت البلاد باسمها، والعلم الأول للبلاد في القرن التاسع عشر. لكن الصحفي اليساري جوكا كيفوري، رغم إشارته إلى هذه الرمزية التاريخية، وصف الفكرة بأنها “ذوق سيئ” يزيد الانقسامات.
الاتحاد البرازيلي في مرمى الانتقادات رغم النفي الرسمي
في محاولة لاحتواء الأزمة، أصدر الاتحاد البرازيلي بيانًا ينفي فيه صحة الصور ويؤكد التزامه بالألوان التقليدية. لكن تأخر الرد ساهم في تصاعد الغضب، خاصة وسط أجواء متوترة بسبب فشل التعاقد مع المدرب أنشيلوتي، مما دفع البعض للاعتقاد أن الأزمة مفتعلة لتشتيت الانتباه عن الإخفاقات الإدارية.
تسريبات أم خطة تسويقية؟ تفسيرات متعددة للأزمة
أثار توقيت التسريبات شكوكًا حول نوايا الاتحاد، واعتبرها بعض المحللين اختبارًا للرأي العام أو خطوة تسويقية. ووفقًا للصحفي جوكا كيفوري، فإن ما جرى يشبه تسريبات السياسيين: إن قُبلت مرّت، وإن رُفضت أُلغيت. لكن الرمزية العميقة للون الأحمر في السياق السياسي الحالي جعلت المسألة أكثر تعقيدًا من مجرد حملة إعلانية.