صفقة تجارية أمريكية بريطانية محتملة تمنح ستارمر نصرًا سياسيًا كبيرًا
الاتفاق المرتقب يعزز العلاقات مع واشنطن ويواجه تحديات أوروبية وزراعية محتملة

قد يحقق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نصرًا سياسيًا كبيرًا مع اقتراب الإعلان عن صفقة تجارية جديدة مع الولايات المتحدة. ويُعد هذا التطور تتويجًا لأشهر من الجهود في بناء علاقة قوية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت تؤتي ثمارها رغم أن تفاصيل الاتفاقية لم تُكشف بعد بشكل كامل.
دفعة سياسية قوية لستارمر
رغم عدم وضوح بنود الصفقة حتى الآن، فإن احتمال تحقيق فوز سياسي لستارمر يبدو واعدًا. تواجه المملكة المتحدة تحديات اقتصادية، وهذه الاتفاقية قد تُعد إثباتًا لصحة استراتيجية ستارمر في تعزيز العلاقات مع ترامب. وعلى الرغم من أن إعلان ترامب عن الصفقة على وسائل التواصل الاجتماعي فاجأ حتى بعض المسؤولين البريطانيين، إلا أنه يعكس تقدمًا ملموسًا في العلاقات الثنائية. ومن الجدير بالذكر أن ترامب كان قد فرض في السابق رسومًا جمركية بنسبة 10% على عدة شركاء تجاريين، مما يجعل الصفقة مع المملكة المتحدة ذات أهمية مضاعفة.
تأكيد على العلاقة الخاصة بين البلدين
إعلان هذه الصفقة يمثل تجديدًا للعلاقة الخاصة التي تربط بريطانيا والولايات المتحدة منذ زمن طويل. وفي منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف ترامب الاتفاق بأنه علامة فارقة سيتم الإعلان عنها رسميًا في واشنطن، معربًا عن احترامه الكبير للمملكة المتحدة كشريك اقتصادي واستراتيجي.
النجاح الدبلوماسي وموازنة المصالح الاقتصادية
يُظهر نجاح ستارمر في تأمين هذه الصفقة قدرته على الموازنة بين المصالح الاقتصادية والدبلوماسية. وعلى عكس التوترات التجارية التي تعاني منها الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والصين، تحتفظ المملكة المتحدة بعلاقة تجارية متوازنة نسبيًا مع واشنطن. ورغم التغيرات الطفيفة في الميزان التجاري بين البلدين، إلا أن التجارة في السلع بقيت مستقرة إلى حد كبير.
الجهود الدبلوماسية الشخصية لستارمر
لعبت الدبلوماسية الشخصية لستارمر دورًا كبيرًا في هذا الإنجاز. فقد حافظ على تواصل مستمر مع ترامب، ووجه له دعوة رسمية لزيارة الدولة نيابةً عن الملك تشارلز الثالث. كما تجنب توجيه انتقادات علنية لترامب في قضايا حساسة مثل التجارة أو الحرب في أوكرانيا، مفضلًا أن يكون حلقة وصل بين أوروبا والولايات المتحدة.
الآثار الداخلية للصفقة على حكومة ستارمر
قد تمثل هذه الصفقة طوق نجاة سياسي لحكومة ستارمر، التي تواجه تحديات مثل تباطؤ النمو الاقتصادي واتخاذ قرارات مالية صعبة، منها تقليص الدعم الحكومي لتدفئة كبار السن في الشتاء. ويمكن أن تُسهم الصفقة في تعزيز ثقة المواطنين بالحكومة وتمنحها دفعة سياسية داخلية قوية.
الصفقة بين واشنطن ولندن ومعضلة العلاقة مع أوروبا
مع توقيع هذه الاتفاقية، قد تواجه بريطانيا صعوبة في تحقيق توازن بين علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويحذر بعض المحللين من أن المملكة قد تضطر للاختيار بين التوجه نحو واشنطن أو البقاء أقرب إلى بروكسل، وهو ما ترفضه الحكومة البريطانية التي تصفه بـ”الخيار الزائف”.
الزراعة تحت المجهر: تخوف من المنتجات الأمريكية
من المتوقع أن يراقب المزارعون البريطانيون، لا سيما العاملون في قطاع اللحوم والدواجن، تفاصيل الصفقة عن كثب. ويثير احتمال السماح باستيراد المنتجات الزراعية الأمريكية مخاوف بشأن تأثيرها على المنتجين المحليين. وكانت الحكومة قد فرضت سابقًا قيودًا صارمة على واردات مماثلة، ما يجعل الصياغة النهائية للاتفاق اختبارًا دقيقًا لستارمر بين المصالح الاقتصادية والسياسية.