خسائر فادحة بعد اندلاع حريق هائل بمزرعة في السنطه والنيابة تفتح تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الحادث

شهدت قرية كفر كلا الباب التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية فجر اليوم حالة من الرعب والفزع بعد اندلاع حريق هائل في مزرعة كبيرة تقع في أطراف القرية، حيث امتدت ألسنة اللهب بسرعة هائلة بسبب الرياح الشديدة وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى اشتعال النيران في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأماكن تخزين الأعلاف والمعدات الزراعية. وأفاد شهود عيان أن الحريق بدأ بتصاعد دخان كثيف أعقبه انفجار محدود، ما دفع الأهالي إلى الإسراع بطلب النجدة، خاصة مع تصاعد النيران بشكل متسارع وخروجها عن السيطرة خلال الدقائق الأولى

الحماية المدنية تدفع بعدد من السيارات وتنجح في السيطرة بعد ساعتين

قوات الحماية المدنية بمحافظة الغربية استجابت فورًا للبلاغ، حيث دفعت بسبع سيارات إطفاء من مراكز مختلفة لمحاصرة الحريق قبل امتداده إلى الأراضي المجاورة. واستمرت عملية الإطفاء لأكثر من ساعتين، وسط جهود كبيرة من رجال الإطفاء الذين واجهوا صعوبات بسبب كثافة النيران وضيق الطرق المؤدية للمزرعة. وقد ساهمت مشاركة الأهالي في تقديم المساعدة بتقليل الخسائر جزئيًا، فيما تم فرض طوق أمني حول المنطقة لحماية الممتلكات المجاورة وتأمين حركة المرور بعد تعطلها مؤقتًا

تدمير محاصيل ومعدات وحيوانات وخسائر تتجاوز النصف مليون جنيه

أشارت التقديرات الأولية إلى أن الحريق تسبب في خسائر مادية جسيمة قُدرت بأكثر من نصف مليون جنيه، بعد تدمير كميات ضخمة من الأعلاف والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية واحتراق معدات زراعية باهظة الثمن. كما تعرضت البنية التحتية للمزرعة للدمار شبه الكامل، بما في ذلك غرف التخزين والسكن الخاص بالعمال، ما جعل المشهد مأساويًا وأثار حزنًا واسعًا بين سكان القرية

النيابة العامة تبدأ التحقيق والمعمل الجنائي يعاين موقع الحريق

في أعقاب الحادث، أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحريق، حيث جرى استدعاء مالك المزرعة وعدد من العاملين بها لسماع أقوالهم حول كيفية اندلاع النيران. كما تم انتداب فريق من المعمل الجنائي لمعاينة موقع الحريق ورفع آثار الحريق وتحليلها لتحديد ما إذا كان الحادث نتيجة إهمال أم بفعل فاعل. وأكدت مصادر أمنية أن جميع السيناريوهات قيد الفحص، ولا يُستبعد وجود شبهة جنائية إلى حين انتهاء التحقيقات

الأهالي يطالبون بالدعم الفوري والتعويضات العاجلة

الحادث أثار موجة من التعاطف الشعبي في قرية كفر كلا الباب والمناطق المجاورة، حيث ناشد المواطنون الجهات الرسمية بسرعة تقديم الدعم لمالك المزرعة والعاملين المتضررين الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، مطالبين بصرف تعويضات عاجلة وفتح باب التبرعات لإعادة إعمار المزرعة. كما طالب الأهالي بتوفير معدات إطفاء قريبة من المناطق الزراعية تحسبًا لأي حوادث مماثلة في المستقبل، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف

دعوات للتفتيش على إجراءات الأمان في المزارع

في ضوء الحادث، دعا عدد من المهتمين بالشأن المحلي إلى مراجعة إجراءات السلامة في المزارع الكبيرة، وتشديد الرقابة على مخازن الأعلاف والمواد القابلة للاشتعال، وتوفير وسائل حماية أولية داخل تلك المنشآت. كما شددوا على أهمية توعية أصحاب المزارع والعاملين بها بكيفية التعامل مع الحرائق في بدايتها لتقليل حجم الأضرار وتفادي الخسائر الفادحة التي قد تنتج عن التأخر في رد الفعل