حماس ترفض مقترح وقف إطلاق النار الأميركي وتؤكد انحيازه لإسرائيل ومطالبها مهملة
حماس تدرس الرد الإسرائيلي على المقترح الأميركي وسط انتقادات لشروطه المجحفة

أعلنت حركة حماس يوم الجمعة أنها تدرس “بشكل معمق” الرد الإسرائيلي على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الرد لا يلبي أيًا من المطالب العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، حسب تصريحات مسؤولي الحركة. وكان البيت الأبيض قد أعلن مساء الخميس موافقة إسرائيل على المقترح الأميركي، في حين أكدت حماس أنها تراجعه حاليًا، ووصفت الصيغة الجديدة بأنها أكثر انحيازًا لإسرائيل مقارنة بالمقترحات السابقة.
بنود مسربة: هدنة 60 يومًا وتبادل جزئي للأسرى
حسب مسودة حصلت عليها وكالة “رويترز”، يتضمن المقترح هدنة تستمر 60 يومًا، مع إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيليًا – أحياء وأموات – خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا بالمؤبد، وتسليم رفات 180 شهيدًا فلسطينيًا. كما تنص الخطة على إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة فور توقيع حماس على الاتفاق، وإطلاق سراح 30 رهينة متبقين بعد تثبيت وقف إطلاق نار دائم. إلا أن الخطة لا تتضمن أي التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب، وهو ما تعتبره حماس إخلالًا جوهريًا بشروطها.
حماس: الخطة تكرّس الاحتلال وتتجاهل مطلب وقف الحرب
صرح المسؤول في حماس سامي أبو زهري لوكالة “رويترز” أن الخطة تعكس وجهة النظر الإسرائيلية ولا تتضمن انسحاب القوات من غزة أو التزامًا بوقف الحرب أو دخول المساعدات، وهي مطالب تعتبرها الحركة أساسية. وفي وقت لاحق، أكد القيادي باسم نعيم لوكالة “أسوشيتد برس” أن المقترح “يكرّس الاحتلال ويواصل القتل والمجاعة”، مؤكدًا أنه لا يلبي أيًا من مطالب الشعب الفلسطيني وعلى رأسها وقف الحرب.
مشاورات داخلية وتحالفات الفصائل الفلسطينية
أعلنت حماس أنها تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مثل “الجهاد الإسلامي”، لبحث الرد على المقترح الأميركي. ويأتي هذا في ظل انعدام الثقة بين الطرفين بعد انهيار الهدنة السابقة في مارس، إثر استئناف إسرائيل لهجومها العسكري على غزة.
مخاوف متبادلة: رفض إسرائيلي وثقة محدودة لحماس
تصر إسرائيل على ضرورة تفكيك حماس عسكريًا وسياسيًا وتسليم جميع الرهائن قبل إنهاء العمليات العسكرية، معتبرة أن وقف إطلاق النار قبل تحقيق هذه الأهداف قد يسمح لحماس بإعادة بناء قوتها وشن هجمات مماثلة لهجوم 7 أكتوبر. من جانبها، تخشى حماس أن تستغل إسرائيل الهدنة لإعادة ترتيب صفوفها ثم خرقها كما حدث سابقًا، وترفض مطالب تسليم سلاحها، معتبرة ذلك محاولة لنزع المقاومة من سياقها المشروع.
ضغوط داخلية على نتنياهو من اليمين المتشدد
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا شديدة من وزراء اليمين المتطرف، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذين هددوا بإسقاط الحكومة إذا اتجهت إلى وقف الحرب دون القضاء الكامل على حماس. وأكد سموتريتش في مقابلة إذاعية أنه سيسقط الحكومة في حال تخلّت إسرائيل عن أهداف الحرب، فيما دعا بن غفير إلى استخدام القوة القصوى وسحق حماس حتى آخر عنصر.
أهالي الرهائن يعبرون عن قلقهم من الصفقة المقترحة
أعربت عائلات بعض الرهائن خلال لقاء مع نتنياهو عن إحباطها من محدودية الصفقة المقترحة. وقالت أييليت ساميرانو، والدة أحد المحتجزين: “هل سيكون ابني ضمن المرحلة الأولى؟ وماذا عن البقية؟” وأضافت: “إذا كانت حماس تريد ضمانات، فلنعطها ضمانات بأننا سنوقف الحرب فور عودة جميع الرهائن. نحن والدول نقول نعم، فلماذا لا يقول نتنياهو نعم؟”
جدل حول منظومة المساعدات الأميركية وتصاعد الاحتجاجات
وسّعت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عمليات توزيع الطعام لتشمل نقطة ثالثة، وسط انتقادات من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التي اعتبرتها غير كافية ومليئة بالثغرات. تعرضت هذه العملية لاختبار صعب يوم الثلاثاء عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين تجمعوا عند نقطة التوزيع، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات، وزاد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات.
حصيلة مأساوية: أكثر من 54 ألف قتيل فلسطيني
واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على غزة، حيث قتل ما لا يقل عن 14 شخصًا في مخيم جباليا يوم الجمعة، بحسب مصادر طبية في مستشفى الشفاء. وفي اليوم السابق، قُتل 45 آخرون، بينهم 23 في غارة على مخيم البريج وسط القطاع. ووفق وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى منذ بداية الحرب 54 ألفًا، بينما تؤكد إسرائيل أن الحملة جاءت ردًا على هجوم 7 أكتوبر الذي قتل فيه نحو 1,200 شخص وأُسر 251 آخرون.