علوم اجتماعية وانسانية

وداعًا للبوتوكس والفيلرز: دعوا تعابير وجوهنا تحكي قصصنا

في زمن الهوس بالجمال الصناعي، التجاعيد تبقى شاهدة على الحياة

اغفروا لي إن رفعت حاجبي سخرية من هوس البوتوكس، لكن على الأقل لا زلت أستطيع تحريكه! تمامًا كما قالت جنيفر غارنر وأريانا غراندي: كفى تعديلًا، وداعًا للفيلرز، ومرحبًا بتجاعيدنا التي تحكي قصص أعمارنا.

صرعات البوتوكس والندم العلني

في زمن أصبحت فيه التعديلات التجميلية الخفيفة – أو ما يُعرف بـ”تويكمِنتس” – جزءًا من الروتين اليومي، بات خبر ندم ممثلة مشهورة على استخدام البوتوكس أمرًا لافتًا. جنيفر غارنر صرحت مؤخرًا لمجلة هاربر بازار: “البوتوكس لا يناسبني… أحب أن أحرّك جبيني!” وأما أنا، فأبتسم الآن – بكل تجاعيدي.

قائمة طويلة من الندمات

غارنر ليست وحدها في هذا الطريق. كورتني كوكس، نيكول كيدمان، أريانا غراندي، كاميرون دياز وغيرهن جربن، ثم نعلن الندم. دياز وصفت النتائج بـ”الغريبة”، وغراندي قالت إنها تريد رؤية “خطوط الضحك والبكاء التي استحقتها”. هذه الخطوط، رغم بساطتها، تحمل مشاعر إنسانية لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصًا في مهنة تعتمد على إيصال التعبير عبر الملامح.

وجهي… دفتر يومياتي الصامت

صحيح أنني لست ممثلة، لكنني أملك وجهًا لا يعرف الكتمان. يُقال إن “الوجه مرآة النفس”، وأنا ممتنة لأن وجهي ما زال يعبّر عني. نعم، قد يورطني هذا أحيانًا في تعليقات طريفة، مثل صديقتي التي قالت إنني أشبه “والاس وهو يبتسم لغروميت”، لكن في المقابل، هذه التعابير هي ما يجعلني إنسانة.

التجاعيد ليست عيبًا… بل لغة الحياة

تعابير الوجه هبة، وليست مشكلة. من ذا الذي ينسى نظرة أحد الوالدين الحادة التي تعني “توقف حالًا”؟ أو الخطوط الرفيعة التي لا تظهر إلا بعد ضحك صادق؟ أريانا غراندي عبّرت عن حبها لهذه التفاصيل الصغيرة، معتبرة إياها وسامًا نالته عن جدارة.

حين يفقد الوجه القدرة على الكلام

قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه عميق التأثير. فلنأخذ إريكا جاين، إحدى نجمات “ربات بيوت بيفرلي هيلز”، كمثال. حين بكت على الشاشة بعد إعلان طلاقها، لم يتعاطف الجمهور، بل انتقدها لأنها لم تظهر “منفعلة كفاية”. السبب؟ ربما أن عضلات وجهها لم تكن حرة بما يكفي لتعكس ألمها الحقيقي، فبدا المكياج وكأنه يقوم بمهمة التعبير بدلًا عنها.

لست ضد البوتوكس… بل مع الصراحة في الحديث عنه

أنا لست ضد البوتوكس أو الفيلرز، بل ضد الطريقة غير الصريحة التي نتناول بها الموضوع. كل من ينتقده يُجبر على تكرار عبارة “أنا أؤيد حرية المرأة في الاختيار!” كأننا نخشى النقاش. السؤال الحقيقي هو: هل نحن فعلاً نختار بحرية، أم أن السوق يفرض علينا شكلاً واحدًا يُسوّق كـ”جمال”؟

أنشودة في حب التجاعيد

هذه ليست مقالة مناهضة للتجميل، بل قصيدة حب للتجاعيد. تحية لتلك الجبهة التي تنكمش حين نفكر، وتقدير لتلك الخطوط التي ترسمها ضحكة صادقة. ماذا لو أزلنا كل التجاعيد مستقبلًا كما نغسل أسناننا؟ ربما، وربما تنهار هذه الموجة مثلما انهارت موضة الوشوم الصينية، أو تنهض ثورة نسوية حقيقية تطيح بهذه الثقافة ذات الوجه الواحد.

خلاصه: دعوا وجوهنا تتكلم

ربما كنت حالمة أكثر من اللازم، لكن حتى يحين هذا التغيير، دعونا نحرك حواجبنا، نبتسم دون تردد، ونسعد بوجوهنا التيتتكلم وتعبر وتشيخ معنا. طالما لا زلنا نستطيع… لنفعل.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى