فضيحة أخلاقية تهز الكنيسة في ويلز: تنحي رئيس أساقفة البلاد بعد اتهامات بثقافة الفساد داخل كاتدرائية بانغور

في تطور مفاجئ، أعلن رئيس أساقفة ويلز، آندي جون، تنحيه الفوري عن منصبه، بعد الكشف عن فضيحة أخلاقية وإدارية هزت أركان الكنيسة، وتركزت داخل كاتدرائية بانغور التي كان يرأس أبرشيتها.
بيان التنحي دون الإشارة إلى الفضيحة
قال جون في بيان صدر مساء الجمعة:
“أعلن اليوم تقاعدي الفوري من منصب رئيس أساقفة ويلز، كما أنوي التقاعد من منصبي كأسقف بانغور في 31 أغسطس القادم.”
ورغم أهمية القرار، تجاهل البيان، وكذلك تعليقات كبار قادة الكنيسة، الإشارة المباشرة إلى الفضائح التي تصدرت العناوين خلال السنوات الأخيرة.
“أتحمل المسؤولية كاملة دون أعذار”
كان جون قد نشر سابقًا هذا الأسبوع اعتذارًا وصفه بـ”غير المشروط والواضح تمامًا”، وقال فيه:
“أعترف بالخطأ، ولا أقدم أعذارًا أو مبررات.”
جاءت هذه التصريحات بعد ضغوط مكثفة ودعوات لاستقالته، ومطالب بإجراء تحقيق مستقل في طبيعة الثقافة السائدة داخل الكاتدرائية.
تقرير صادم: إسراف في الشرب، علاقات غير لائقة، وتنمر
أظهر تحقيق أجرته مؤسسة ThirtyOne: Eight المتخصصة في حماية الأفراد داخل المؤسسات الدينية، صورة مقلقة عن واقع الحياة داخل كاتدرائية بانغور، أبرز ما كشفه:
إسراف مفرط في شرب الكحول
ألفاظ نابية وسلوك عدواني
تسامح مع علاقات جنسية غير منضبطة
تعليقات معادية للمثليين
طمس للحدود الأخلاقية بين العاملين
بيئة عمل وُصفت بأنها “غير سعيدة ومسيئة”
دعوات لإصلاح شامل وهيكلة القيادة
تقرير آخر لفريق “زيارة تفقدية” دعا إلى:
تعيين قيادة جديدة قوية
تحسين الرقابة المالية والإدارية
وقف السلوكيات المسيئة والاتصالات غير اللائقة داخل العمل
الكاتب تيم وايت: “ما حدث لا يليق بدار عبادة”
وصف الكاتب المختص في الشأن الكنسي، تيم وايت، الفضيحة في نشرته “The Critical Friend”:
“ما رأيناه في بانغور هو بيئة من الشرب المفرط، العلاقات غير الأخلاقية، الطعن في الظهر، والتنمر… كل ذلك لا يمت بصلة لما يجب أن تمثله دار عبادة مسيحية.”
إنفاق مثير للجدل: 400 ألف جنيه على الأثاث ورحلات فاخرة
خلال 18 شهرًا، تلقت لجنة الجمعيات الخيرية في بريطانيا ستة بلاغات خطيرة، تضمنت:
إنفاق أكثر من 400,000 جنيه إسترليني على أثاث وتجديدات دون استشارة كافية
20,000 جنيه على رحلات إلى روما ودبلن لكبار الموظفين
وأكدت اللجنة أنها فتحت “قضية رقابية” وستتخذ إجراءات صارمة إن وجدت أدلة على مخالفات.
شخصية مثيرة للجدل: سيون ريس إيفانز
كان سيون ريس إيفانز، “العميد بالنيابة” وأمين عام الأبرشية، في قلب الفوضى:
تمت ترقيته بسرعة رغم حداثة عهده بالكهنوت
جمع بين منصبين إداريين حساسَين في وقت واحد
انسحب فجأة في فبراير 2024، ثم فشل في اختباره الوظيفي الجديد بكامبريدج في مايو
دعوات لتحقيق مستقل واسع
في مايو الماضي، طالب القس الدكتور جون بريسور جونز، والبروفيسور جوردون ماكفيت، بتحقيق مستقل في رسالة نُشرت بـChurch Times:
“الضرر الذي لحق بسمعة الكاتدرائية والأبرشية والكنيسة في ويلز جسيم.”
مطلب برلماني بالشفافية
طالبت النائبة العمالية روث جونز خلال مقابلة إذاعية مع BBC Wales بالكشف الكامل عن الحقيقة:
“نريد الشفافية الكاملة في مؤسساتنا الدينية. من الضروري أن يوضح رئيس الأساقفة ما جرى بكل وضوح.”