الجمهوري المعارض لترامب دون بيكون يعلن عدم ترشحه مجددًا للكونغرس: تداعيات على الأغلبية بمجلس النواب
انسحاب مفاجئ يعزز آمال الديمقراطيين في استعادة الأغلبية بمجلس النواب

أفادت مصادر مطلعة أن النائب الجمهوري دون بيكون، الذي يمثل ولاية نبراسكا منذ خمس دورات، والمشهور بمواقفه المعتدلة
وانتقاداته العلنية للرئيس دونالد ترامب، قرر عدم الترشح لإعادة انتخابه في انتخابات 2026. من المتوقع أن يصدر الإعلان
الرسمي يوم الإثنين المقبل.
يمثل بيكون دائرة انتخابية متأرجحة تميل تدريجيًا نحو الديمقراطيين، مما يمنح الحزب فرصة ثمينة لتعزيز حضوره في مجلس
النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بأغلبية ضئيلة لا تتجاوز ثلاثة مقاعد. هذا الانسحاب قد يشكل نقطة تحول في السباق
على الكونغرس.
جمهوري “مستقل” في بيئة حزبية متشددة
على الرغم من انتمائه للحزب الجمهوري وتصويته في معظم الأحيان لصالح أجندته، كان دون بيكون من بين القلائل الذين
تجرؤوا على انتقاد ترامب علنًا، وهي خطوة نادرة داخل كتلة حزبية متماسكة غالبًا خلف الرئيس السابق.
وقال بيكون في تصريحات سابقة: “أريد أن أقاتل من أجل روح الحزب. لا أريد أن أكون ذلك الذي يتبع عازف المزمار نحو الهاوية،
وهذا ما يحدث الآن”. هذه التصريحات تسلط الضوء على الانقسامات داخل الحزب الجمهور
مؤشرات مبكرة على الانسحاب واحتفال ديمقراطي
كانت التوقعات بشأن انسحاب بيكون تتزايد منذ أشهر، خصوصًا بعد فوز ديمقراطي بمنصب عمدة أوماها، أكبر مدن الدائرة
التي يمثلها، وهو ما عزز شعور الديمقراطيين بأن الأرضية السياسية تميل لصالحهم.
بعد فوزهم بالمنصب، أعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، أن حزبه بات رسميًا في “حالة ترقب تقاعد
دون بيكون”، وهو التصريح الذي قوبل بالتصفيق داخل الكتلة الديمقراطية، ما يشير إلى أهمية دائرة نبراسكا في الانتخابات
المقبلة.
انقسامات داخلية وضغوط متصاعدة
أظهرت السنوات الأخيرة مدى تزايد انزعاج بيكون من مناخ العمل داخل الكونغرس، خاصة بعد تعرضه وعائلته لتهديدات من
أنصار النائب الجمهوري جيم جوردان عام 2023، عندما رفض دعم ترشيحه لرئاسة مجلس النواب، مما دفع زوجته للنوم
وبجانبها سلاح ناري.
ورغم تأكيده أنه لا ينوي مغادرة الحياة السياسية بشكل كامل، أشار بيكون إلى شعوره بالاستياء من اتجاه الحزب الجمهوري،
لاسيما تحت قيادة ترامب، التي وصفها بأنها “مقلقة ومضللة”. هذه الضغوط تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها
المعتدلون في الحزب الجمهوري.
بين المبادئ والالتزام الحزبي: سجل تصويتي متناقض
في عدة مناسبات، عبر بيكون عن اعتراضه المبدئي على بعض السياسات، لكنه في النهاية عاد وصوت لصالحها تحت ضغوط
القيادة الجمهورية.
ففي أحد الأمثلة، أعلن رفضه اقتراحًا تضمن تخفيضًا بأكثر من 500 مليار دولار من برنامج “ميديكيد”، لكنه عاد وصوت لصالح المشروع.
ومرة أخرى، عارض تقليص التمويل لبرنامج عالمي لمكافحة الإيدز، ثم وافق على مشروع قانون يقلص تمويله بمليارات
الدولارات. هذا التناقض يعكس الضغوط الحزبية في الكونغرس.
تقدير نادر من الخصوم السياسيين
رغم أنه كان جمهوريًا، حظي بيكون باحترام نادر من عدد من الديمقراطيين. فقد وصفه النائب الديمقراطي رو خانا بأنه:
“وطني، مستقل التفكير، ويتسم بالنزاهة”. وأضاف في منشور على وسائل التواصل: “عندما يسألني الناس عن الأمل في
التوافق بين الحزبين، أذكر اسم دون بيكون”. هذا التقدير يؤكد على أهمية الأصوات المعتدلة في السياسة الأمريكية.
تقاعد يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز الفرد
رحيل دون بيكون من الكونغرس لا يمثل مجرد انسحاب شخصية معتدلة، بل هو تحول محتمل في الخريطة الانتخابية
الأمريكية. ففي وقت تزداد فيه الاستقطابات الحزبية، وتُحكم قبضة ترامب على الحزب الجمهوري، يمثل خروج صوت مثل
بيكون ضربة لمعارضي ترامب داخل الحزب، وفرصة ثمينة للديمقراطيين الذين يسعون إلى استعادة الأغلبية في مجلس
النواب. هذا الانسحاب قد يؤثر بشكل كبير على توازن القوى في الكونغرس الأمريكي.